responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 2  صفحه : 500

قالوا عمر بن الخطاب- ففرقت الناس و دخلت الحلقة فإذا أنا برجل يتكلم على الناس بشي‌ء لم أحصله فقطعت عليه الكلام و قلت أيها الشيخ أخبرني ما وجه الدلالة على فضل صاحبك أبي بكر عتيق بن أبي قحافة من قول الله تعالى‌ ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ[1]. فقال وجه الدلالة على فضل أبي بكر من هذه الآية في ستة مواضع الأول أن الله تعالى ذكر النبي ص و ذكر أبا بكر فجعله ثانيه فقال‌ ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ. و الثاني أنه وضعهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه بينهما فقال‌ إِذْ هُما فِي الْغارِ. و الثالث أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ليجمعه بينهما بما يقتضي الرتبة فقال‌ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ‌.

و الرابع أنه أخبر عن شفقة النبي ص عليه و رفقه به لموضعه عنده فقال‌ لا تَحْزَنْ‌.

و الخامس أنه أخبر أن الله معهما على حد سواء ناصرا لهما و دافعا عنهما فقال‌ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا.

و السادس أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر لأن رسول الله ص لم تفارقه السكينة قط فقال‌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ‌.

فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار لا يمكنك و لا لغيرك الطعن فيها فقلت له حبرت بكلامك في الاحتجاج لصاحبك عنه و إني بعون الله سأجعل جميع ما أتيت به‌ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ‌-. أما قولك إن الله تعالى ذكر النبي ص و جعل أبا بكر ثانيه فهو إخبار عن العدد لعمري لقد كانا اثنين فما في ذلك من الفضل و نحن نعلم ضرورة أن مؤمنا و مؤمنا أو مؤمنا و كافرا اثنان فما أرى لك في ذكر العدد طائلا تعتمده.

و أما قولك إنه وصفهما بالاجتماع في المكان فإنه كالأول لأن المكان يجمع المؤمن و الكافر كما يجمع العدد المؤمنين و الكفار و أيضا فإن مسجد النبي ص أشرف من الغار و قد جمع المؤمنين و المنافقين و الكفار و في ذلك قوله عز و جل‌ فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِينَ‌[2] و أيضا فإن سفينة نوح قد جمعت النبي و الشيطان و البهيمة و الكلب و المكان لا يدل على‌


[1] التوبة: 41.

[2] المعارج: 37.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 2  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست