responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 2  صفحه : 475

ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ فَارَقَهُ وَ أَلْحَدَ فِي دِينِ اللَّهِ وَ ادَّعَى مَا كَفَرَ مَعَهُ بِالْخَالِقِ جَلَّ وَ تَعَالَى وَ افْتَرَى كَذِباً وَ زُوراً وَ قَالَ بُهْتَاناً وَ إِثْماً عَظِيماً كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً وَ خَسِرُوا خُسْراناً مُبِيناً وَ إِنَّا بَرِئْنَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ إِلَى رَسُولِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ سَلَامُهُ وَ رَحْمَتُهُ وَ بَرَكَاتُهُ مِنْهُ وَ لَعَنَّاهُ عَلَيْهِ لَعَائِنُ اللَّهِ تَتْرَى فِي الظَّاهِرِ مِنَّا وَ الْبَاطِنِ وَ السِّرِّ وَ الْجَهْرِ وَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ عَلَى كُلِّ مَنْ شَايَعَهُ وَ بَلَغَهُ هَذَا الْقَوْلُ مِنَّا فَأَقَامَ عَلَى تَوَلَّاهُ بَعْدَهُ أَعْلِمْهُمْ تَوَلَّاكَ اللَّهُ أَنَّنَا فِي التَّوَقِّي وَ الْمُحَاذَرَةِ مِنْهُ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِمَّنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ نُظَرَائِهِ مِنَ السَّرِيعِيِّ وَ النُّمَيْرِيِّ وَ الْهِلَالِيِّ وَ الْبِلَالِيِّ وَ غَيْرِهِمْ وَ عَادَةُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مَعَ ذَلِكَ قَبْلَهُ وَ بَعْدَهُ عِنْدَنَا جَمِيلَةٌ وَ بِهِ نَثِقُ وَ إِيَّاهُ نَسْتَعِينُ وَ هُوَ حَسْبُنَا فِي كُلِّ أُمُورِنَا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ‌[1].


[1] قال الشيخ الطوسيّ رحمه اللّه في كتاب الغيبة ص 244:« ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم اللّه» أولهم المعروف بالسريعي« أخبرنا» جماعة عن أبي محمّد التلعكبري، عن أبي عليّ محمّد بن همام« قال»: كان السريعي يكنى: ب« أبي محمد»« قال» هارون: و أظن اسمه كان« الحسن»، و كان من أصحاب أبي الحسن عليّ بن محمّد ثمّ الحسن بن عليّ بعده عليهم السلام.

و هو أول من ادعى مقاما لم يجعله اللّه فيه، و لم يكن أهلا له، و كذب على اللّه و على حججه عليهم السلام، و نسب إليهم ما لا يليق بهم، و ما هم منه براء، فلعنته الشيعة و تبرأت منه، و خرج توقيع الإمام« ع» بلعنه و البراءة منه.

قال هارون: ثم ظهر منه القول بالكفر و الالحاد.

قال: و كل هؤلاء المدعين إنّما يكون كذبهم أولا على الامام و أنهم وكلاؤه، فيدعون الضعفة بهذا القول إلى موالاتهم، ثمّ يترقى الأمر بهم إلى قول الحلاجية كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني و نظرائه عليهم جميعا لعائن اللّه تترى.

و منهم: محمّد بن نصير النميري( قال ابن نوح): أخبرنا أبو نصر هبة اللّه بن محمّد( قال): كان محمّد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام فلما توفي أبو محمّد ادعى مقام أبي جعفر محمّد بن عثمان أنّه صاحب إمام الزمان، و ادعى له البابية. و فضحه اللّه تعالى بما ظهر منه من الالحاد و الجهل، و لعن أبي جعفر محمّد بن عثمان له و تبريه منه، و احتجابه عنه، و ادعى ذلك الأمر بعد السريعي.

( قال أبو الخطاب الأنباري) لما ظهر محمّد بن نصير بما ظهر لعنه أبو جعفر رضي اللّه عنه و تبرأ منه، فبلغه ذلك فقصد أبا جعفر رضي اللّه عنه، ليعطف بقلبه عليه أو يعتذر إليه، فلم يأذن له و حجبه و رده خائبا.

( و قال) سعد بن عبد اللّه: كان محمّد بن نصير النميري يدعي: أنه رسول نبي و أن عليّ بن محمّد( ع) أرسله، و كان يقول بالتناسخ، و يغلو في أبي الحسن( ع) و يقول فيه بالربوبية، و يقول بالاباحة للمحارم، و تحليل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم و يزعم: أنّ ذلك من التواضع و الاخبات و التذلل في المفعول به، و أنّه من الفاعل إحدى الشهوات و الطيبات، و أنّ اللّه عزّ و جلّ لا يحرم شيئا من ذلك، و كان محمّد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه و يعضده.

( أخبرني) بذلك عن محمّد بن نصير أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان: أنه رآه عيانا و غلام على ظهره.

( قال): فلقيته فعاتبته على ذلك فقال: إنّ هذا من اللذات، و هو من التواضع للّه و ترك التجبر.

( قال) سعد: فلما اعتل محمّد بن نصير العلة التي توفي فيها، قيل له- و هو مثقل اللسان-: لمن هذا الأمر من بعدك؟

فقال- بلسان ضعيف ملجاج-: أحمد فلم يدروا من هو، فافترقوا بعده ثلاث فرق.

قالت فرقة: إنّه أحمد ابنه، و فرقة قالت: هو أحمد بن محمّد بن موسى بن الفرات و فرقة قالت: إنّه أحمد بن أبي الحسين ابن بشر بن يزيد، فتفرقوا فلا يرجعون إلى شي‌ء.

و منهم: أحمد بن هلال الكرخي، قال أبو عليّ بن همام: كان أحمد بن هلال من أصحاب أبي محمد( ع) فاجتمعت الشيعة على وكالة محمّد بن عثمان- رضي اللّه عنه- بنص الحسن( ع) في حياته. و لما مضى الحسن( ع) قالت الشيعة الجماعة له:-- ألا تقبل أمر أبي جعفر محمّد بن عثمان و ترجع إليه، و قد نص عليه الامام المفترض الطاعة؟

فقال لهم: لم أسمعه ينص عليه بالوكالة و ليس انكر أباه- أي: عثمان بن سعيد- فاما أن أقطع أنّ أبا جعفر وكيل صاحب الزمان فلا أجسر عليه.

فقالوا: قد سمعه غيرك، فقال أنتم و ما سمعتم، و وقف على أبي جعفر فلعنوه و تبرءوا منه، ثمّ ظهر التوقيع على يد أبي القاسم بن روح بلعنه و البراءة منه في جملة من لعن.

و منهم: أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال، و قصته معروفة فيما جرى بينه و بين أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري- نضّر اللّه وجهه- و تمسكه بالأموال التي كانت عنده للامام، و امتناعه من تسليمها، و ادعاؤه أنّه الوكيل، حتى تبرأت الجماعة منه و لعنوه و خرج فيه من صاحب الزمان ما هو معروف.

( و حكى) أبو غالب الرازيّ: قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن محمّد بن يحيى المعاذي قال:

كان رجل من أصحابنا قد انضوى إلى أبي طاهر بن بلال بعد ما وقعت الفرقة ثمّ أنّه رجع عن ذلك و صار في جملتنا فسألناه عن السبب قال:

كنت عند أبي طاهر بن بلال يوما و عنده أخوه أبو الطيب و ابن حرز و جماعة من أصحابه إذ دخل الغلام فقال: أبو جعفر على الباب، ففزعت الجماعة لذلك، و أنكرته للحال التي كانت جرت و قال: يدخل.

فدخل أبو جعفر- رضي اللّه عنه- فقام له أبو طاهر و الجماعة. و جلس في صدر المجلس، و جلس أبو طاهر كالجالس بين يديه، إلى أن سكتوا- ثم قال: يا أبا طاهر نشدتك باللّه أ لم يأمرك صاحب الزمان بحمل ما عندك من المال إليّ؟

فقال: اللّهمّ نعم.

فنهض أبو جعفر- رضي اللّه عنه- منصرفا، و وقعت على القوم سكتة، فلما تجلت عنهم قال له أخوه أبو الطيب:

من أين رأيت صاحب الزمان؟

فقال أبو طاهر: أدخلني أبو جعفر- رضي اللّه عنه- إلى بعض دوره فأشرف عليّ من علو داره فأمرني بحمل ما عندي من المال إليه.

فقال له أبو الطيب: و من أين علمت أنّه صاحب الزمان( ع)؟

قال: قد وقع عليّ من الهيبة له، و دخلني من الرعب منه، ما علمت أنّه صاحب الزمان( ع)، فكان هذا سبب انقطاعي عنه.

و منهم: الحسين بن منصور الحلاج، أخبرنا الحسين بن إبراهيم عن أبي العباس أحمد بن عليّ بن نوح عن أبي نصر هبة اللّه بن محمّد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال:

لما أراد اللّه تعالى أن يكشف أمر الحلاج، و يظهر فضيحته و يخزيه، وقع له أنّ أبا سهل بن إسماعيل بن عليّ النوبختي- رضي اللّه عنه- ممن تجوز عليه مخرقته، و وجه إليه يستدعيه و ظنّ أنّ أبا سهل كغيره من الضعفاء في هذا الأمر بفرط جهله، و قدر أن يستجره إليه فيتمخرق به، و يتسوف بانقياده على غيره، فيستتب إليه ما قصد إليه من الحيلة و البهرجة على الضعفة لقدر أبي سهل في أنفس الناس و محله من العلم و الأدب أيضا عندهم.

و يقول له في مراسلته إياه: إنّي وكيل صاحب الزمان( ع)- و بهذا أولا كان يستجر الجهال ثمّ يعلو منه إلى غيره- و قد امرت بمراسلتك و إظهار ما تريده من النصرة لك لتقوى نفسك، و لا ترتاب بهذا الأمر.

فأرسل إليه أبو سهل- رضي اللّه عنه- يقول له:

إني أسألك أمرا يسيرا يخف مثله عليك، في جنب ما ظهر على يديك، من الدلائل و البراهين، و هو أنّي رجل أحبّ الجواري و أصبو إليهنّ، ولي منهنّ عدة أتحظاهنّ و الشيب يبعدني عنهنّ، و أحتاج أن أخضبه في كل جمعة و أ تحمل منه مشقة شديدة لأستر عنهنّ ذلك، و الا انكشف أمري عندهنّ، فصار القرب بعدا، و الوصال هجرا و أريد أن تغنيني عن الخضاب و تكفيني مئونته، و تجعل لحيتي سوداء، فانّي طوع يديك، و صائر إليك، و قائل بقولك، وداع إلى مذهبك، مع ما لي في ذلك من البصيرة و لك من المعونة.- فلما سمع ذلك الحلاج من قوله و جوابه: علم أنّه قد أخطأ في مراسلته، و جهل في الخروج إليه بمذهبه، و أمسك عنه و لم يرد إليه جوابا، و لم يرسل إليه رسولا، و صيره أبو سهل- رضي اللّه عنه- أحدوثة و ضحكة و يظن به( أي يسخر) عند كل أحد، و شهر أمره عند الكبير و الصغير، و كان هذا الأمر سببا لكشف أمره، و تنفير الجماعة عنه.

و منهم: ابن أبي العزاقر، أخبرني الحسين بن إبراهيم عن أحمد بن نوح عن أبي نصر هبة اللّه بن محمّد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري« رضي اللّه عنه»( قال): كان أبو جعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني بسطام و ذلك أنّ الشيخ أبا القاسم« رضي اللّه تعالى عنه و أرضاه» كان قد جعل له عند الناس منزلة و جاها، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب و بلاء، و كفر لبني بسطام و يسنده عن الشيخ أبي القاسم، فيقبلونه منه و يأخذونه عنه، حتى انكشف ذلك لأبي القاسم« رضي اللّه عنه» فأنكروه و أعظمه، و نهى بني بسطام عن كلامه و أمرهم بلعنه و البراءة منه فلم ينتهوا، و اقاموا على توليه و ذاك أنه كان يقول لهم:

إنني أذعت السر و قد أخذ عليّ الكتمان فعوقبت بالابعاد بعد الاختصاص، لأنّ الأمر عظيم لا يحتمله إلّا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن، فيؤكد في نفوسهم عظم الأمر و جلالته، فبلغ ذلك أبا القاسم« رضي اللّه عنه» فكتب إلى بني بسطام بلعنه و البراءة منه و ممن تابعه على قوله و أقام على توليه، فلما وصل إليهم أظهروه عليه فبكى بكاء عظيما ثمّ قال: إنّ لهذا القول باطنا عظيما و هو: أنّ اللعنة( الابعاد) فمعنى قوله لعنه اللّه أي: باعده اللّه عن العذاب و النار، و الآن قد عرفت منزلتي و مرغ خديه على التراب و قال: عليكم بالكتمان لهذا الأمر، قالت الكبيرة« رضي اللّه عنها»: و قد كنت أخبرت الشيخ أبا القاسم أنّ أم أبي جعفر ابن بسطام قالت لي يوما و قد دخلنا إليها فاستقبلتني و أعظمتني و زادت في إعظامي حتّى انكبت على رجلي تقبلها فأنكرت ذلك و قلت لها: مهلا يا ستي.

فقالت لي: إنّ الشيخ أبا جعفر محمّد بن عليّ قد كشف لنا السر. قالت: فقلت لها: و ما السر؟

قالت: قد أخذ علينا كتمانه، و أفزع إن أنا أذعته عوقبت.

قالت: و أعطيتها موثقا أنّي لا أكشفه لأحد و اعتقدت في نفسي الاستثناء بالشيخ« رضي اللّه عنه» يعني أبا القاسم الحسين بن روح.

قالت: إنّ الشيخ أبا جعفر قال لنا: إنّ روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم انتقلت إلى أبيك يعني: أبا جعفر محمّد بن عثمان« رضي اللّه عنه» و روح أمير المؤمنين عليّ( ع) انتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روج، و روح مولاتنا فاطمة( ع) انتقلت إليك فكيف لا اعظمك يا ستنا؟.

فقلت لها: مهلا لا تفعلي فان هذا كذب يا ستنا.

فقالت لي: سر عظيم و قد أخذ علينا أننا لا نكشف هذا لأحد فاللّه اللّه فيّ لا يحل لي العذاب، و يا ستي لو لا أنك حملتني على كشفه ما كشفته لك و لا لأحد غيرك.

قالت الكبيرة أم كلثوم« رضي اللّه عنها» فلما انصرفت من عندها دخلت على الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح« رضي اللّه عنه» فأخبرته بالقصة و كان يثق بي و يركن إلى قولي.

فقال لي: يا بنية إياك أن تمضي إلى هذه المرأة بعد ما جرى منها، و لا تقبلي لها رقعة إن كاتبتك، و لا رسولا إن أنفذته إليك، و لا تلقيها بعد قولها، فهذا كفر باللّه تعالى و إلحاد قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم: بأنّ اللّه تعالى اتحد به و حل فيه كما يقول النصارى في المسيح( ع) و يعدو الى قول الحلاج لعنه اللّه.

قالت: فهجرت بني بسطام، و تركت المضي إليهم، و لم أقبل لهم عذرا، و لا لقيت امهم بعدها، و شاع في بني نوبخت الحديث لم يبق أحد الا و تقدم إليه الشيخ أبو القاسم و كاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني و البراءة منه و ممن يتولاه و رضي بقوله أو كلمه فضلا عن موالاته، ثمّ ظهر التوقيع من صاحب الزمان( ع) بلعن أبي جعفر محمّد بن عليّ و البراءة منه و ممن تابعة و شايعه و رضي بقوله و أقام على توليه بعد المعرفة بهذا التوقيع و له حكايات قبيحة ننزه كتابنا عن ذكرها، ذكرها ابن نوح و غيره.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 2  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست