و منها: أنه كان إذا نامت العيون و أخذ النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله مضجعه، جاءه فأنهضه و أضجع عليّا مكانه، فقال له عليّ (ع)- ذات ليلة-:
يا أبتاه إنّي مقتول،
فقال أبو طالب
اصبرن يا بني فالصّبر أحجى
كل حي مصيره لشعوب
قد بلوناك و البلاء شديد
لفداء النجيب و ابن النجيب
لفداء الأعز ذي الحسب الثاقب
و الباع و الفناء الرحيب
إن تصبك المنون بالنبل تترى
مصيب منها و غير مصيب
كل حي و إن تطاول عمرا
آخذ من سهامها بنصيب
فقال عليّ (ع):
أ تأمرني بالصبر في نصر أحمد
و و اللّه ما قلت الذي قلت جازعا
و لكنني أحببت أن تر نصرتي
و تعلم أني لم أزل لك طائعا
و سعيي لوجه اللّه في نصر احمد
نبي الهدى المحمود طفلا و يافعا
هذا نزر يسير من مواقف
أبي طالب (ع) و مؤازرته الرسول (ص) و مقاومته للمشركين، و له كثير من أمثالها في
دفاعه عن محمّد، و عن دين محمد، و عن قرآن محمد، و عن أتباع محمد، فهلا يأخذك
العجب بعد اطلاعك على هذا و شبهه من أقوال أبي طالب و أفعاله، أ لا تستغرب بعد هذا
لو سمعت بعصابة اثرت فيها الروح الاموية الخبيثة، فدفعها خبث عنصرها، و رداءة
نشأتها، و جرها الحقد إلى القول بأن أبا طالب (ع) مات كافرا؟!! و إن تعجب فعجب
قولهم: أبو طالب يموت كافرا؟!!