[1] و قد رويت هذه القصة على وجوه عن جماعة من
التابعين و أخرج الحاكم و صححه و ابن مردويه و أبو نعيم في الدلائل عن جابر قال.
قدم على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله العاقب و السيّد، فدعاهما إلى الإسلام،
فقالا: أسلمنا يا محمّد فقال: كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام
قالا: فهات؟ قال: حب الصليب، و شرب الخمر، و أكل لحم الخنزير.
قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة
فواعداه على الغد فغدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أخذ بيد علي و فاطمة و
الحسن و الحسين، ثمّ أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه و أقرّا له، فقال: و الذي بعثني
بالحق لو فعلا لامطر الوادي عليهما نارا. قال جابر: فيهم نزلت
تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا الآية قال جابر:« أَنْفُسَنا وَ
أَنْفُسَكُمْ» رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و علي و« أَبْناءَنا» الحسن
و الحسين، و« نِساءَنا» فاطمة و رواه أيضا الحاكم من وجه آخر عن جابر و
صححه و اخرج مسلم، و الترمذي، و ابن منذر، و الحاكم، و البيهقيّ، عن سعد بن أبي
وقاص قال: لما نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا دعا رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال:« اللّهمّ هؤلاء أهلي».
عن الفتح القدير للشوكاني في
تفسير قوله تعالى: تَعالَوْا نَدْعُ.
[2] أخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري أنّها نزلت في
خمسة: النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و علي و فاطمة، و الحسن، و الحسين.
و أخرجه ابن جرير مرفوعا بلفظ:
أنزلت هذه الآية في خمسة: فيّ و في علي و الحسن و الحسين و فاطمة. و أخرجه
الطبراني أيضا.
راجع الصواعق المحرقة« لابن حجر»:
ص 141.
و في ينابيع المودة ص« 107»:
حدّثنا قتيبة بن سعيد قال حدّثنا محمّد بن سليمان الأصبهانيّ عن يحيى بن عبيد عن
عطا عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: نزلت
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ
يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً في بيت أمّ سلمة، فدعى النبيّ صلّى اللّه عليه و
آله عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا، فجللهم بكساء، ثمّ قال:« اللّهمّ هؤلاء أهل
بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»، قالت أمّ سلمة:« و انا معهم يا نبي
اللّه؟» قال:« أنت على مكانك و أنت إلى خير».
و في ذخائر العقبى لمحب الدين
الطبريّ ص 22: عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان يمر بباب
فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر و يقول:« الصلاة يا أهل بيتي-
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ- الآية. أخرجه أحمد.
و عن أبي الحمراء قال صحبت رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله تسعة أشهر فكان إذا أصبح أتى على باب علي و فاطمة و
هو يقول:( يرحمكم اللّه- إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ- الآية). أخرجه عبد بن حميد.
[3] عن أمّ سلمة قالت: بينما رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله في بيته يوما إذ قالت الخادم:( إنّ عليّا و فاطمة بالسدة) قالت:
فقال لي:
( قومي فتنحي عن أهل بيتي)، قالت:
فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل علي و فاطمة و معهما الحسن و الحسين و هما صبيان
صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره و قبلهما و اعتنق بإحدى يديه عليّا و فاطمة
بالاخرى، و قبّل فاطمة و قبل عليّا، فأغدق خميصة سوداء، ثمّ قال:( اللّهمّ- إليك
لا إلى النار أنا و أهل بيتي) قالت: و أنا يا رسول اللّه صلّى اللّه عليك؟ قال و
أنت. أخرجه أحمد و خرج الدولابي معناه مختصرا. عن ذخائر العقبى لمحب الدين الطبريّ
ص 21- 22.
[4] ينابيع المودة ص 93 قال:-.- أيضا الحمويني
أخرجه عن مجاهد عن ابن عبّاس في قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ
يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى
حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً قال: مرض الحسن و الحسين رضي
اللّه عنهما فعادهما جدهما( ص) و عادهما بعض الصحابة، فقالوا:( يا أبا الحسن لو
نذرت على ولديك) فقال علي رضي اللّه عنه: ان برأ ولداي ممّا بهما، صمت للّه ثلاثة
أيّام شكرا للّه، و قالت فاطمة رضي اللّه عنها مثل ذلك، و قالت جارية يقال لها فضة
مثل ذلك، و قال الصبيان نحن نصوم ثلاثة أيّام فألبسهما اللّه العافية، و ليس عندهم
قليل و لا كثير، فانطلق علي رضي اللّه عنه إلى رجل من اليهود يقال له:( شمعون بن
حابا) فقال له:( هل تؤتيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد( ص) بثلاثة أصواع من
شعير) قال: نعم. فأعطاه، ثمّ قامت فاطمة رضي اللّه عنها إلى صاع فطحنته و اختبزت
منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص و صلّى عليّ رضي اللّه عنه مع النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله المغرب، ثمّ أتى فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب
فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد( ص) أنا مسكين أطعموني شيئا فأعطوه الطعام و
مكثوا يومهم و ليلتهم لم يذوقوا شيئا إلّا الماء القراح. و في الليلة الثانية
أتاهم يتيم فقال: أطعموني فأعطوه الطعام، و في الليلة الثالثة أتاهم أسير فقال:
أطعموني فأعطوه و مكثوا ثلاثة أيّام و لياليها لم يذوقوا شيئا إلّا الماء القراح،
فلما أن كان في اليوم الرابع و قد قضوا نذرهم، أخذ علي بيده اليمنى الحسن و بيده
اليسرى الحسين رضي اللّه عنهم، و أقبل نحو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هما
يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلما أبصرهم( ص) انطلق إلى ابنته فاطمة رضي اللّه
عنها فانطلقوا إليها و هي في محرابها تصلي و قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، و
غارت عيناها- فلما رآها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:( وا غوثاه أهل بيت
محمّد يموتون جوعا) فهبط جبرئيل عليه السلام فأقرأه:
« هَلْ أَتى عَلَى
الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً» إلى
آخر السورة و هذا الخبر مذكور في تفسير البيضاوي، و روح البيان، و المسامرة.
أقول: و ذكر الحجة الأميني في ج 3
من الغدير ص 107- 111 من رواة هذا الحديث( 34) طريقا فراجع.