نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 278
والتي قد أعماها حب التمرد والطغيان ، وأصم آذانها عن قبول دعوة الله ، قد
أبت إلا الإجرام ، فاقدموا على عقر الناقة بغيّا وعتوا [١] ، «فَعَقَرُوا
النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ، وَقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما
تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ، فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ
فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ» [٢] ، وهكذا هلك الكافرون بصالح ، إلا رجلا واحدا ـ دعوه
أبا رغال ـ كان في حرم الله ، فمنعه حرم الله من عذاب الله [٣] ، وإن أضافت رواية أخرى ، أنه ما أن خرج من الحرم حتى
أصابه ما أصاب قومه [٤].
هذه عجالة نلخص
بها قصة ثمود ـ كما اوردها ربي جل جلاله في القرآن الكريم ـ إلا أن المؤرخين
والمفسرين قد اضافوا إليها كثيرا من أخبار تتعلق بمصير الذين آمنوا مع صالح ، عليهالسلام ، فذهب فريق إلى أنهم إنما سكنوا ناحية الرفلة من
فلسطين ، لأنها أقرب بلاد الخصب إليهم ، والعربي إنما يطلب الكلأ لرعي ماشيته ،
والأرض ذات الماء ، وذهب فريق آخر إلى أنهم إنما سكنوا مكة ، وأن صالحا إنما توفي
بها ، وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، بينما ذهب فريق ثالث إلى أن موطن المؤمنين الجديد
، إنما كان في حضرموت ، بل وزعم هذا الفريق أن قبر النبي الكريم هناك كذلك [٥].
وهناك من يرى
أن ثمودا ، إنما أصيبوا بكارثة عظيمة ، من ثوران براكين ، أو من هزات أرضية ،
معتمدا في ذلك على ما ورد في القرآن
[١] محمد علي
الصابوني : المرجع السابق ص ٢٤٥ ، تفسير الطبري ١٢ / ٥٢٨ ـ ٥٣٤ (دار المعارف) ،
مروج الذهب ٢ / ١٥ ـ ١٨