نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 277
(٣) ثمود في القرآن
الكريم
تحدث القرآن
الكريم في كثير من سوره عن قوم ثمود [١] ، هذا إلى جانب أن كثيرا ما يقرن الله في كتابه العزيز
بين ذكر عاد وثمود ، كما في سورة التوبة وإبراهيم والفرقان وص وق والنجم والفجر [٢] ـ كما أشرنا من قبل ـ وفي كل هذه الآيات الكريمة نرى قوم ثمود [٣] يعبدون آلهة غير الله ، ويعيثون في الأرض فسادا ،
وينحتون من الجبال بيوتا فارهين ، فأرسل الله إليهم أخاهم صالحا ، يدعوهم إلى
عبادة الله الواحد القهار ، وينهاهم عن عبادة الأوثان ، وينذرهم عذاب يوم عظيم ،
لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [٤].
ونجح صالح عليهالسلام في دعوته مع نفر قليل من قومه ، إلا أن الغالبية العظمى
منهم قد كفروا برسالته ، وعتوا في طغيانهم عتوا كبيرا ، وطلبوا منه أن يجيء بآية ،
إن كان من الصادقين ، فقال لهم : (هذِهِ ناقَةُ اللهِ
لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ ،
فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)[٥].
غير أن النفوس
العاتية التي لا تسمع موعظة ، ولا تقبل نصيحة ،
[١] سورة الأعراف (٧٣
ـ ٧٩) وهود (٦١ ـ ٦٨) والحجر (٨٠ ـ ٨٤) والاسراء (٥٩) والشعراء (١٤١ ـ ١٥٩) والنمل
(٤٥ ـ ٥٣) وص (١٣) وفصلت (١٧ ـ ١٨) والذاريات (٤٣ ـ ٤٥) والنجم (٥٠ ـ ٥١) والقمر (٢٣
ـ ٣٢) (٤ ـ ٥) والفجر (٩) والشمس (١١ ـ ١٥)
[٢] ابن كثير ١ / ١٣٢
، وانظر : التوبة (٧٠) وإبراهيم (٩) والفرقان (٣٨) وق (١٢ ـ ١٣) والنجم (٥٠ ـ ٥١)
والفجر (٦ ـ ٩)
[٣] هناك خلاف في
النسبة إلى ثمود ، فهي إما إلى جد القبيلة ثمود ، وإما لقلة مائهم ، فهو من ثمد
الماء إذا قلّ ، والثمد الماء القليل (تفسير روح المعاني ٨ / ١٦٢ ، تفسير المنار ٨
/ ٥٠١)