نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 279
الكريم من كلمات «رجفة» و «صيحة» ، وربما كان الأمر كذلك ، فمنطقة إقامتهم
، إنما هي واحدة من مناطق الحرار في شبه الجزيرة العربية [١].
ولعل مصير عاد
وثمود ، كثيرا ما يشبه مصير سدوم وعمورة ، وبقية مدن الدائرة الخمس في عمق السديم [٢] ، والتي تقع ـ فيما يرى علماء التوراة ـ في جنوب البحر
الميت ، ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل على هذه المدن كبريتا ونارا ، وأنه جعل
عاليها سافلها [٣] ، وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله تعالى (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ
، فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ)[٤] ، فإذا ما تذكرنا أن سكان هذه المدن هم قوم [٥] لوط ـ عليهالسلام ـ سهل علينا أن نفهم السبب في أن الله ، جل وعلا ، قد ربط بين هذه الأقوام
جميعا في القرآن الكريم ، حيث يقول سبحانه وتعالى
«وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ
الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ»
[٦]
[١] انظر : تفسير
المنار ٨ / ٥٠٦ ـ ٥٠٧ ، روح المعاني ٨ / ١٦٥ ، ١٢ / ٩٢ ، ١٤ / ٧٦ ، تفسير الطبري
١٢ / ٥٤٤ ـ ٥٤٦ وكذا J. Hastings, op - cit, P. ٤٣٧ J. A.
Montgomery, op - cit, P. ١٩ Ency of Islam, I, P ٦٣٧
[٢] جواد علي ١ / ٣٣٢
، قاموس الكتاب المقدس ١ / ٥٥١ ، ٢ / ١١٩ ، ٣٠٠ ، وكذا B.
Moritz, Arabien, ٣٢٩١, P. ٨٢ EB, I, ٩٩٨١, P. ٠٩٧٣ J. Hastings, op - cit, P. ٤٣٧
J. A. Montgomery, op - cit, P. ١٩
[٥] جاء ذكر قوم لوط
في سورة كثيرة من القرآن الكريم (أنظر : الاعراف (٨٠ ـ ٨٤) وهود (٧٧ ـ ٨٣) والحجر (٦١
ـ ٧٥) والشعراء (١٦٠ ـ ١٧٥) والنمل (٥٤ ـ ٥٨) والتحريم (١٠) ، ثم أنظر القصة في :
تاريخ الطبري ١ / ٢٩٢ ـ ٣٠٧ ، ابن الأثير ١ / ١١٨ ـ ١٢٢ ، ابن كثير ١ / ١٧٥ ـ ١٨٣
، مروج الذهب ١ / ٥٧ ـ ٥٨ ، اليعقوبي ١ / ٢٥ ـ ٢٦ ، قصص الأنبياء للنجار : ص ١١٢ ـ
١١٨ ، قصص الأنبياء للثعالبي ص ١٠٣ وما بعدها.