responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 326

ويقال أيضا : أغطش الليل ، كما يقال : أظلم. فجاءا متعدّيين ولازمين. (وَأَخْرَجَ ضُحاها) وأبرز ضوء شمسها ، لقوله : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) [١] يريد النهار.

وقولهم : وقت الضحى للوقت الّذي تشرق فيه الشمس ويقوم سلطانها. وإنّما أضاف الليل والضحى إلى السماء ، لأنّهما يحدثان بحركتها ، ولأنّ الليل ظلّها ، والضحى الشعاع المنبثّ في جوّها.

(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ) بعد خلق السماء (دَحاها) بسطها ومهّدها للسكنى.

قال ابن عبّاس : إنّ الله تعالى دحا الأرض بعد السماء وإن كانت الأرض خلقت قبل السماء ، وكانت ربوة مجتمعة تحت الكعبة فبسطها. وقال مجاهد والسدّي : معناه : والأرض مع ذلك دحاها ، كما قال : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) [٢] أي : مع ذلك.

(أَخْرَجَ مِنْها ماءَها) بتفجير العيون (وَمَرْعاها) ورعيها. وهو في الأصل موضع الرعي. والمراد ما يأكل الناس والأنعام ، من الثمار والأشجار والحبوب وسائر النباتات. واستعير الرعي للإنسان ، كما استعير الرتع في قوله : (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) [٣].

(وَالْجِبالَ أَرْساها) أثبتها. وتجريد «أخرج» عن العاطف لوجهين :

أحدهما : أن يكون معنى «دحاها» : بسطها ومهّدها للسكنى. ثمّ فسّر التمهيد بما لا بدّ منه في تأتّي سكناها ، من تسوية أمر المأكل والمشرب ، وإمكان القرار عليها ، والسكون بإخراج الماء والمرعى ، وإرساء الجبال ، وإثباتها أوتادا لها حتّى تستقرّ ويستقرّ عليها.

والثاني : أن يكون «أخرج» حالا بإضمار «قد» كقوله :


[١] الشمس : ١.

[٢] القلم : ١٣.

[٣] يوسف : ١٢.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست