ولمّا دلّ
سبحانه بهذه الأشياء على صحّة البعث ، وصف يومه بقوله : (فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ) الداهية الّتي تطمّ ، أي : تعلو وتغلب على سائر الدواهي
(الْكُبْرى) الّتي هي أكبر الطامّات. وهي القيامة ، لطمومها على كلّ
هائلة ، أي : ما من طامّة إلّا وفوقها طامّة ، والقيامة فوق كلّ طامّة ، فهي
الداهية العظمى. وقيل : هي النفخة الثانية ، أو الساعة الّتي يساق فيها أهل الجنّة
إلى الجنّة ، وأهل النار إلى النار.
وجواب «فإذا»
محذوف ، تقديره : فوقع ما لا يدخل تحت الوصف. ويدلّ عليه قوله : (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى) ما عمله من خير وشرّ ، بأن يراه مدوّنا في صحيفته ،
وكان قد نسيها من فرط الغفلة أو طول المدّة. وهو بدل من «إذا جاءت». و «ما» موصولة
أو مصدريّة.
(وَبُرِّزَتِ
الْجَحِيمُ) وأظهرت (لِمَنْ يَرى) لكلّ راء بحيث لا تخفى على