وقد جاء في
الحديث : «أنّ الله تعالى يبعث الرياح ، فتحمل الماء من السماء إلى السحاب».
فعلى هذا ؛
الإنزال منها ظاهر.
وعن الحسن
وقتادة : هي السماوات. وتأويله : أنّ الماء ينزل من السماء إلى السحاب ، فكأنّ
السماوات يعصرن ، أي : يحملن على العصر.
(ماءً ثَجَّاجاً) منصبّا بكثرة. يقال : ثجّه وثجّ بنفسه. وفي الحديث : «أفضل
الحجّ العجّ والثجّ» أي : رفع الصوت بالتلبية ، وصبّ دماء الهدي.
(لِنُخْرِجَ بِهِ
حَبًّا) ما يقتات به من نحو الحنطة والشعير (وَنَباتاً) وما يعتلف به من التبن والحشيش ، كما قال : (كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ)[١].
(وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) وبساتين ملتفّة أشجارها بعضها ببعض. قال صاحب الكشّاف :
«ولا واحد له ، كالأوزاع والأخياف [٢]. وقيل : الواحد لفّ. وقال صاحب الإقليد : أنشدني الحسن
بن عليّ الطوسي :
جنّة لفّ
وعيش مغدق
وندامى كلّهم
بيض زهر
وزعم ابن قتيبة
أنّه : لفّاء ، ولفّ ، ثمّ ألفاف. وما أظنّه واجدا له نظيرا من نحو : خضر وأخضار ،
وحمر وأحمار. ولو قيل : هو جمع ملتفّة بتقدير حذف الزوائد لكان قولا وجيها» [٣]. انتهى كلامه. وأقول : يمكن أن يكون جمع لفيف ، حملا
على نحو : أشراف وشريف.