ثمّ ذكر سبحانه
الإعادة والبعث تنبيها على أنّ الصنائع العجيبة تدلّ على صحّة البعث ، فقال :
(إِنَّ يَوْمَ
الْفَصْلِ كانَ) في علم الله ، أو في حكمه (مِيقاتاً) حدّا تؤقّت به الدنيا وتنتهي عنده. أو حدّا للخلائق
ينتهون إليه.
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي
الصُّورِ) بدل ، أو عطف بيان ليوم الفصل (فَتَأْتُونَ) من القبور إلى المحشر (أَفْواجاً) أمما كلّ أمّة مع إمامهم. وقيل : جماعات مختلفة.
وفي الحديث عن
البراء بن عازب قال : كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في منزل أبي أيّوب الأنصاري ، فقال معاذ : يا رسول الله
أرأيت قول الله تعالى : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي
الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً)؟ فقال : «يا معاذ سألت عن أمر عظيم من الأمور ، ثمّ
أرسل عينيه وقال : تحشر عشرة أصناف من أمّتي : بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على
صورة الخنازير ، وبعضهم منكّسون : أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها ، وبعضهم عميا ،
وبعضهم صمّا بكما ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم ، فهي مدلاة على صدورهم ، يسيل القيح من
أفواههم ، يتقذّرهم أهل