(وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ
الْمِسْكِينَ) ما يجب إعطاؤه من الزكوات والأخماس والكفّارات. وفيه
دليل على أنّ الكفّار مخاطبون بالفروع.
(وَكُنَّا نَخُوضُ
مَعَ الْخائِضِينَ) نشرع في الباطل مع الشارعين فيه ، فإنّ الخوض هو الشروع
في الباطل وما لا ينبغي.
(وَكُنَّا نُكَذِّبُ
بِيَوْمِ الدِّينِ) أخّره لتعظيمه ، أي : وكنّا بعد ذلك كلّه مكذّبين
بالقيامة ، كقوله : (ثُمَّ كانَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا)[١] الآية.
(حَتَّى أَتانَا
الْيَقِينُ) الموت ومقدّماته. والغرض من هذا التساؤل ـ مع أنّ
المؤمنين عالمون بذلك ـ توبيخ لهم وتحسير. وأيضا ليكون حكاية ذلك في كتابه تذكرة
للسامعين.
(فَما تَنْفَعُهُمْ
شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) لو شفعوا لهم جميعا من الملائكة والنبيّين وغيرهم ،
لأنّ الشفاعة لمن ارتضاه ، وهم مسخوط عليهم ، فما تنفعهم شفاعة الملك والجنّ
والإنس كما نفعت الموحّدين. وقد صحّت الرواية عن عبد الله بن مسعود قال : يشفع
نبيّكم صلىاللهعليهوآلهوسلم رابع أربعة : جبرئيل ، ثمّ إبراهيم ، ثمّ موسى أو عيسى
، ثمّ نبيّكم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يشفع أحد أكثر ممّا يشفع فيه نبيّكم ، ثمّ
النبيّون ، ثمّ الصدّيقون ، ثمّ الشهداء. ويبقى قوم في جهنّم فيقال لهم : (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) إلى قوله : (فَما تَنْفَعُهُمْ
شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ). قال ابن مسعود : فهؤلاء الّذين يبقون في جهنّم.
وعن الحسن عن
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يقول الرجل من أهل الجنّة يوم القيامة : أي ربّ
عبدك فلان سقاني شربة من ماء في الدنيا فشفّعني فيه. فيقول : اذهب فأخرجه من
النار. فيذهب فيتجسّس في النار حتّى يخرجه منها».
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ من أمّتي سيدخل الله بشفاعته الجنّة أكثر من مضر».
(فَما لَهُمْ عَنِ
التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) أي : معرضين عن التذكير ، وهو العظة.