responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 250

يعني : القرآن ، أو ما يعمّه من المواعظ. و «معرضين» حال ، كقولك : مالك قائما. والمعنى : لا شيء لهم في الآخرة إذا أعرضوا عن القرآن ونفروا عنه.

(كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) شديدة النفار ، كأنّها تطلب النفار من نفوسها في جمعها للنفار وحملها عليه. وقرأ ابن عامر بفتح الفاء. والمعنى : يطلب منها النفار. (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) شبّههم في إعراضهم ونفارهم عن استماع الذكر بحمر نافرة فرّت من قسورة ، أي : أسد. فعولة من القسر ، وهو القهر والغلبة. وفي وزنه حيدرة من أسماء الأسد. وعن الضحّاك ومجاهد : القسورة الرماة الّذين يتصيّدونها.

وفي تشبيههم بالحمر مذمّة ظاهرة ، وتهجين لحالهم بيّن ، كما في قوله : (كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) [١] وشهادة عليهم بالبله وقلّة العقل. ولا ترى مثل نفار حمير الوحش واطّرادها في العدو إذا رابها رائب ، ولذلك كان أكثر تشبيهات العرب في وصف الإبل وشدّة سيرها بالحمر وعدوها إذا وردت ماء حال شدّة العطش.

روي : أنّهم اقترحوا على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنادا : لن نتّبعك حتّى تأتي كلّا منّا بكتب من السماء عنوانها : من ربّ العالمين إلى فلان بن فلان اتّبع محمدا. فنزلت :

(بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) قراطيس تنشر وتقرأ ، كالكتب الّتي يتكاتب بها. أو كتبا كتبت في السماء ، ونزلت بها الملائكة ساعة كتبت منشّرة على أيديها ، غضّة رطبة لم تطو بعد. ونحوه قوله تعالى : (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) [٢]. وقوله : (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ) [٣] الآية.

وقيل : قالوا : إن كان محمد صادقا فلتصبح عند رأس كلّ رجل منّا صحيفة


[١] الجمعة : ٥.

[٢] الإسراء : ٩٣.

[٣] الأنعام : ٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست