لوازم ذلك ، وقد يتعلّق بتجمّل الملك وتفخّمه وإظهار سياسته مصالح ، فيعود
تكلّف ذلك واجبا.
والنطق والمنطق
في المتعارف : كلّ لفظ يعبّر به عمّا في الضمير ، مفردا كان أو مركّبا ، مفيدا أو
غير مفيد. وقد يطلق لكلّ ما يصوّت به على التشبيه أو التبع ، كقولهم : نطقت
الحمامة. ومنه : الناطق والصامت للحيوان والجماد ، فإنّ الأصوات الحيوانيّة من حيث
إنّها تابعة للتخيّلات منزّلة منزلة العبارات ، سيّما وفيها ما يتفاوت باختلاف
الأغراض ، بحيث يفهم ما هو من جنسه.
ولعلّ سليمان عليهالسلام مهما سمع صوت حيوان ، علم بقوّته القدسيّة التخيّل
الّذي صوّته ، والغرض الّذي توخّاه به. ومن ذلك ما حكي أنّه مرّ على بلبل في شجرة
يحرّك رأسه ويميل ذنبه ، فقال لأصحابه : أتدرون ما يقول؟ قالوا : الله ونبيّه أعلم.
قال : يقول :
أكلت نصف تمرة ، فعلى الدنيا العفاء.
وصاحت فاختة ،
فأخبر أنّها تقول : ليت الخلق لم يخلقوا.
وصاح طاووس ،
فقال : يقول : كلّ حيّ ميّت ، وكلّ جديد بال.
وصاح خطّاف ،
فقال : يقول : قدّموا خيرا تجدوه.
وصاحت رخمة ،
فقال : تقول : سبحان ربّي الأعلى ملء سمائه وأرضه.
وصاح قمريّ ،
فأخبر أنّه يقول : سبحان ربّي الأعلى.
وقال : الحدأ
يقول : كلّ شيء هالك إلّا الله. والقطاة تقول : من سكت سلم.
والببّغاء تقول
: ويل لمن الدّنيا همّه. والديك يقول : اذكروا الله يا غافلين. والنسر يقول : يا
ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت. والعقاب يقول : في البعد من الناس أنس ، والضفدع
يقول : سبحان ربّي القدّوس.
وأراد بقوله : (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) كثرة ما أوتي ، كما تقول : فلان يقصده كلّ أحد ، تريد
كثرة قصّاده. وفلان يعلم كلّ شيء ، تريد غزارة علمه واستكثاره منه. ومثله