وإنشاء روض مكانها. (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) لأنّهم المنتفعون بالتفحّص عنها ، والتأمّل فيها.
(وَقالَ إِنَّمَا
اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً) معبودات منحوتات من حجر أو خشب (مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) أي : لتتوادّوا بينكم وتتواصلوا ، لاجتماعكم واتّفاقكم
على عبادتها ، فيكون ذلك سبب تحابّهم وتصادقهم. وثاني مفعولي «اتّخذتم» محذوف.
ويجوز أن تكون «مودّة» المفعول الثاني بتقدير مضاف ، أو بتأويلها بالمودودة ، أي :
اتّخذتم أوثانا سبب المودّة ، أو مودودة بينكم.
وقرأ نافع وابن
عامر وأبو بكر : منوّنة ناصبة «بينكم». وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس :
مرفوعة مضافة ، على أنّها خبر مبتدأ محذوف ، أي : هي مودّة ، أو سبب مودّة بينكم.
والجملة صفة «أوثانا». أو خبران على أنّ «ما» مصدريّة أو موصولة ، والعائد محذوف ،
وهو المفعول الأوّل. والمعنى : إنّما تتوادّون عليها ، أو تودّونها في الحياة
الدنيا.
(ثُمَّ يَوْمَ
الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) أي : يقوم التناكر والتباغض والتعادي بينكم ، بأن
يتبرّأ القادة من الأتباع ، ويلعن الأتباع القادة ، لأنّهم زيّنوا لهم الكفر. ويقع
التلاعن بينكم وبين الأوثان ، على تغليب المخاطبين ، كقوله تعالى : (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا)[١].
وعن قتادة :
كلّ خلّة تنقلب يوم القيامة عداوة إلّا خلّة المتّقين ، قال سبحانه : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ
عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[٢].
(وَمَأْواكُمُ) ومستقرّكم (النَّارُ وَما لَكُمْ
مِنْ ناصِرِينَ) يخلّصونكم منها.
(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) هو ابن أخته ، وأوّل من آمن به. وقيل : آمن به حين رأى
النار لم تحرقه. (وَقالَ) يعني : إبراهيم (إِنِّي مُهاجِرٌ) من قومي (إِلى رَبِّي) إلى