حيث أمرني ربّي (إِنَّهُ هُوَ
الْعَزِيزُ) الّذي يمنعني من أعدائي (الْحَكِيمُ) الّذي لا يأمرني إلّا بما فيه صلاحي.
روي : أنّه
هاجر من كوثى ـ وهي من سواد الكوفة ـ مع لوط وامرأته سارة ابنة عمّه إلى حرّان ،
ثمّ منها إلى الشام ، فنزل فلسطين ، ونزل لوط سدوم. ومن ثمّ قالوا : لكلّ نبيّ
هجرة ، ولإبراهيم هجرتان. وله حينئذ خمس وسبعون سنة.
(وَوَهَبْنا لَهُ) من بعد إسماعيل (إِسْحاقَ) ولدا (وَيَعْقُوبَ) نافلة ، حين أيس من الولادة ، ولذلك لم يذكر إسماعيل.
(وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ
النُّبُوَّةَ) فكثر منهم الأنبياء (وَالْكِتابَ) يريد به الجنس ، ليتناول الكتب الأربعة.
(وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ) على هجرته إلينا (فِي الدُّنْيا) بإعطاء الولد في غير أوانه ، والذرّيّة الطيّبة ،
واستمرار النبوّة فيهم ، وانتماء أهل الملل إليه ، والثناء والصلاة عليه إلى آخر
الدهر. وفي هذا دلالة على أنّه يجوز أن يثيب الله في دار التكليف ببعض الثواب.
(وَإِنَّهُ فِي
الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) لفي عداد الكاملين في الصلاح ، مثل آدم ونوح.