responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 84

لَكُمْ). خروج الثمار بقدرة الله تعالى ومشيئته ، ولكن جعل الماء الممزوج بالتراب سببا في إخراجها ومادّة لها كالنطفة للحيوان ، بأن أجرى عادته بإفاضة صورها وكيفيّاتها على المادّة الممتزجة منهما ، وأودع في الماء قوّة فاعلة وفي الأرض قوّة قابلة يتولّد من اجتماعهما أنواع الثمار. وهو قادر على أن يوجد الأشياء كلّها بلا أسباب وموادّ ، كما أبدع نفوس الأسباب والموادّ ، ولكن له في إنشائها مدرجا من حال إلى حال صنائع وحكم ، يجدّد فيها لاولي الأبصار عبرا ، وسكونا إلى عظيم قدرته ، ليس في إيجادها دفعة.

و «من» الاولى للابتداء ، سواء أريد بالسماء السحاب ، فإن ما علاك سماء ، أو الفلك ، فإنّ المطر يبتدئ من السماء إلى السحاب ومنه إلى الأرض ، كما دلّت عليه ظواهر الكتاب والسنّة ، أو من أسباب سماويّة تثير الأجزاء الرطبة من أعماق الأرض إلى جوّ الهواء فتنعقد سحابا ماطرا.

و «من» الثانية للتبعيض ، بدليل قوله تعالى : (فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ) [١] ، واكتناف المنكرين له أعني : ماء ورزقا ، كأنّه قال : وأنزلنا من السماء بعض الماء فأخرجنا به بعض الثمرات ليكون بعض رزقكم. وهكذا الواقع ، إذ لم ينزل من السماء الماء كلّه ، ولا أخرج بالمطر كلّ الثمار ، ولا جعل كلّ المرزوق ثمارا. أو للتبيين و «رزقا» مفعول به بمعنى المرزوق ، كقولك : أنفقت من الدراهم ألفا.

وإنّما ساغ «الثمرات» والموضع موضع الكثرة ، لأنّه أراد بها جماعة الثمرة الّتي في قولك : أدركت ثمرة بستانه أي : بعضها ، أو لأنّ الجموع يتعاور بعضها موقع بعض ، كقوله تعالى : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ) [٢] وقوله : (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) [٣] موضع


[١] فاطر : ٢٧.

[٢] الدخان : ٢٥.

[٣] البقرة : ٢٢٨.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست