يجوز أن يكون أوّلا في المعنى وإن تأخّر في اللفظ. والثاني أفضل ، فإنّ
القتل المفهوم من «قتلوا» أفضل من القتال ، فقدّم الأفضل في قراءتهما. أو لأنّ
المراد : لمّا قتل منهم قوم قاتل الباقون ولم يضعفوا. وشدّد ابن كثير وابن عامر «قتّلوا»
للتكثير.
(لَأُكَفِّرَنَّ
عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) لأمحونّها (وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي : من تحت أبنيتها وقصورها (ثَواباً) أي : لأثيبنّهم بذلك إثابة (مِنْ عِنْدِ اللهِ) تفضّلا منه ، فهو مصدر مؤكّد (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) حسن الجزاء على الطاعات ما لا يبلغه وصف واصف ، ولا
يدركه نعت ناعت ، ممّا لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر. و «عنده»
مثل : يختصّ به وبقدرته وفضله ، لا يثيبه غيره ، ولا يقدر عليه ، كما يقول الرجل :
عندي ما تريد ، يريد اختصاصه به وإن لم يكن بحضرته.
روي أنّ مشركي
العرب كانوا يتّجرون ويتنعّمون بها ، فقال بعض المسلمين : إنّ أعداء الله في العيش
الوسيع والرزق الرغيد ، وقد هلكنا من الجوع ، فنزلت : (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا
فِي الْبِلادِ). الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمراد أمّته ، أو تثبيته