روي أنّه عليهالسلام سأل اليهود عن شيء ممّا في التوراة من نعته فأخبروه
بخلاف ما كان فيها ، وأروه أنّهم قد صدّقوه ، وفرحوا بما فعلوا ، فأنزل الله فيهم
خاطبا لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا تَحْسَبَنَ) يا محمّد (الَّذِينَ يَفْرَحُونَ
بِما أَتَوْا) بما فعلوا من التدليس وكتمان الحقّ. وهذا الموصول أوّل
المفعولين (وَيُحِبُّونَ أَنْ
يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا) من الوفاء بالميثاق ، وإظهار الحقّ ، والإخبار بالصدق (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ) تأكيد للفعل الأول (بِمَفازَةٍ) بمنجاة ، ثاني المفعولين ، يعني : فائزين بالنجاة منه (مِنَ الْعَذابِ).
وقرأ ابن كثير
وأبو عمرو بالياء وفتح الباء في الأوّل وضمّها في الثاني ، على أنّ «الّذين» فاعل
، ومفعولا «يحسبنّ» محذوفان يدلّ عليهما مفعولا مؤكّده. فكأنّه قيل : ولا يحسبنّ
الّذين يفرحون بما أتوا ، فلا يحسبنّ أنفسهم بمفازة. أو المفعول الأوّل محذوف ،
وقوله «فلا يحسبنّهم» تأكيد للفعل وفاعله ومفعوله الأوّل.
(وَلَهُمْ عَذابٌ
أَلِيمٌ) بكفرهم وتدليسهم.
وقيل : نزلت
هذه الآية في قوم تخلّفوا عن الغزو ، ثم اعتذروا بأنّهم رأوا المصلحة في التخلّف
واستحمدوا به.
وقيل : نزلت في
المنافقين ، فإنّهم يفرحون بنفاقهم ، ويستحمدون إلى المسلمين بالايمان الّذي لم
يفعلوه على الحقيقة.
ويجوز أن يكون
ذلك عامّا لكلّ من أتى حسنة فأعجب بها ، وأحبّ أن