روي أنّ
المؤمنين سألوا أن يعطوا علامة يفرّقون بها بين المؤمن والمنافق ، فنزلت : (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ) أي : ليدعهم (عَلى ما أَنْتُمْ
عَلَيْهِ) من الإبهام واشتباه المخلص بالمنافق ، أي : لم يكن يجوز
في حكم الله أن يذرهم على ما كنتم عليه قبل مبعث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل يتعبّدكم (حَتَّى يَمِيزَ
الْخَبِيثَ) الكافر والمنافق (مِنَ الطَّيِّبِ) من المؤمن.
والخطاب لعامّة
المخلصين والمنافقين في عصره. واللام لتأكيد النفي ، كأنّه قيل : ما كان الله ليذر
المخلصين منكم على الحال الّتي أنتم عليها ـ من اختلاط بعضكم ببعض ، وأنّه لا يعرف
مخلصكم من منافقكم ، لاتّفاقكم على التصديق جميعا ـ حتّى يميز المنافق من المخلصين
، بالوحي إلى نبيّه بأحوالكم ، أو بالتكاليف الشاقّة الّتي لا يصبر عليها ولا يذعن
لها إلّا الخلّص المخلصون منكم ، كبذل الأموال والأنفس في سبيل الله ، ليختبر
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم به بواطنكم ، ويستدلّ به على عقائدكم.
وقرأ حمزة :
يميّز من : ميّز ، والباقون : يميز من : ماز.