(وَطائِفَةٌ) هم المنافقون مبتدأ محذوف الخبر ، أي : ثمّ طائفة.
وقوله : (قَدْ أَهَمَّتْهُمْ
أَنْفُسُهُمْ) صفة ، أي : طائفة أوقعتهم أنفسهم في الهموم ، إذ ما
يهمّهم إلّا همّ أنفسهم وطلب خلاصها.
(يَظُنُّونَ بِاللهِ) صفة اخرى لطائفة ، أو حال ، أو استئناف على وجه البيان
لما قبله. وقوله : (غَيْرَ الْحَقِ) نصب على المصدريّة ، أي : يظنّون بالله غير الظنّ الحقّ
الّذي يحقّ أن يظنّ به. وقوله : (ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ) بدل منه ، أي : الظنّ المختصّ بالملّة الجاهليّة
وأهلها. والمعنى : يتوهّمون أنّ الله لا ينصر محمّدا وأصحابه ، كظنّهم في
الجاهليّة.
وقيل : ظنّهم
ما ذكر بعده من قوله : (يَقُولُونَ) أي : لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو بدل من «بظنّون» (هَلْ لَنا مِنَ
الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ) هل لنا ممّا أمر الله تعالى ووعد من النصر والظفر نصيب
قطّ؟ قالوا ذلك على سبيل التعجّب والإنكار ، أي : أنطمع أن يكون لنا الغلبة على
هؤلاء؟ أي : ليس لنا من ذلك شيء. وقيل : أخبر ابن أبيّ بقتل بني الخزرج ، فقال
ذلك. والمعنى : أنّا منعنا تدبير أنفسنا وتصريفها باختيارنا ، فلم يبق لنا من
الأمر شيء. أو هل يزول عنّا هذا القهر ، فيكون لنا من الأمر شيء؟
(قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ
كُلَّهُ لِلَّهِ) أي : الغلبة الحقيقيّة لله وأوليائه ، فإنّ حزب الله هم
الغالبون. أو القضاء له ، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وهو اعتراض. وقرأ أبو عمرو
ويعقوب : كلّه بالرفع على الابتداء.
وقوله : (يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ
لَكَ) حال من ضمير «يقولون» ، أي : يقولون مظهرين أنّهم
مسترشدون طالبون للنصر ، مبطنين الإنكار والتكذيب وما لا يستطيعون إظهاره.
(يَقُولُونَ) هو بدل من «يخفون» ، أو استئناف على وجه البيان لما
يخفون ، أي : يقولون في أنفسهم وإذا خلا بعضهم إلى بعض (لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ) من الظفر