ثمّ ذكر سبحانه
ما أنعم به عليهم بعد ذلك ، من إنزال النعاس عليهم في تلك الحالة ـ حتّى كانوا
يسقطون على الأرض ـ حتّى تراجعوا وأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : (ثُمَّ أَنْزَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً) أي : أنزل الله الأمن على المؤمنين ، وأزال عنهم الخوف
الّذي كان بهم ، حتى نعسوا وغلبهم النوم. وكان المنافقون لا يستقرّون ، قد طارت
عقولهم.
والأمنة :
الأمن ، نصب على المفعول. ونعاسا بدل الاشتمال منها ، أو هو المفعول ، و «أمنة»
حال منه متقدّمة ، كقولك : رأيت راكبا رجلا ، أو مفعول له ، أو حال من المخاطبين ،
بمعنى : ذوي أمنة ، أو على أنّه جمع آمن ، كـ : بارّ وبررة.
(يَغْشى) أي : النعاس (طائِفَةً مِنْكُمْ) عن أبي طلحة : غشينا النعاس في المصافّ حتى كان السيف
يسقط من يد أحدنا فيأخذه ثمّ يسقط فيأخذه ، وما أحد إلّا ويميل تحت حجفته [١].