responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 576

وأصحابه الكرّة عليهم ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نصرت بالرعب مسيرة شهر».

(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ) أي : وفي الله لكم بما وعدكم من النصر على عدوّكم بشرط الصبر والتقوى ، في قوله : (إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ) [١]. فكان كذلك حتى خالف الرماة ، فإنّ المشركين لمّا أقبلوا جعل الرماة يرشقونهم والباقون يضربونهم بالسيف ، حتّى انهزموا والمسلمون على آثارهم. وذلك قوله : (إِذْ تَحُسُّونَهُمْ) أي : تقتلونهم ، من : حسّه إذا أبطل حسّه (بِإِذْنِهِ) بعلمه. وقيل : بلطفه ، لأنّ أصل الإذن الإطلاق في الفعل ، واللطف تيسير للفعل ، كما أن الإذن كذلك ، فحسن إجراء اسمه إليه.

(حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ) إذا جبنتم وضعف رأيكم ، أو ملتم إلى الغنيمة ، فإنّ الحرص من ضعف العقل (وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ) اختلفتم في أمركم ، يعني : اختلاف الرماة حين انهزم المشركون ، فقال بعضهم : قد انهزم المشركون فما وقوفنا هنا؟ وقال آخرون : لا نخالف أمر رسول الله. فثبت مكانه عبد الله بن جبير ـ وهو أمير الرماة ـ في نفر دون العشرة ، وهم المعنيّون بقوله : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ). ونفر الباقون للنهب ، وهم المعنيّون بقوله : (وَعَصَيْتُمْ) أمر نبيّكم في حفظ المكان (مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ) من الظفر والغنيمة وانهزام العدوّ. وجواب «إذا» محذوف ، وهو : منعكم نصركم ، أو أوقعكم في المحنة ، أو ابتلاكم وامتحنكم.

(مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا) وهم التاركون المركز للغنيمة (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) وهم الثابتون محافظة على أمر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فكرّ المشركون على الرماة لعصيانهم ومخالفتهم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقتلوا عبد الله بن جبير ، واقبلوا على المسلمين حتى هزموهم ، وقتلوا من قتلوا ، وهو قوله : (ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ) ثمّ كفّكم عنهم ، بأن رفع النصرة عنكم ، ووكّلكم إلى أنفسكم ، بخلافكم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حتّى


[١] آل عمران : ١٢٥.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 576
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست