حالت الحال فغلبوكم فانهزمتم (لِيَبْتَلِيَكُمْ) ليمتحن صبركم على المصائب ، وثباتكم على الإيمان عندها.
يعني : يعاملكم معاملة المختبر في مظاهرة العدل.
(وَلَقَدْ عَفا
عَنْكُمْ) تفضّلا ، ولما علم من ندمكم على المخالفة (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) يتفضّل عليهم بالعفو ، أو في الأحوال كلّها ، سواء أديل
لهم أو عليهم ، إذ الابتلاء يستعمل في الرحمة أيضا.
روي الواحدي [١] بإسناده عن
سهل بن سعد الساعدي قال : «جرح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم أحد ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه.
وكانت فاطمة بنته تغسل الدم عنه ، وعليّ بن أبي طالب يسكب عليها الماء بالمجنّ [٢]. فلمّا رأت
فاطمة أنّ الماء لا يزيد الدم إلّا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته ، حتى إذا صار
رمادا ألزمته الجرح ، فاستمسك الدم».
ثمّ ذكر سبحانه
المنهزمين من أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم أحد ، فقال : (إِذْ تُصْعِدُونَ) متعلّق بـ «صرفكم» ، أو «ليبتليكم» ، أو بمقدّر كـ :
أذكر. والإصعاد الذهاب والإبعاد في الأرض ، يقال : أصعدنا من مكّة إلى المدينة. (وَلا تَلْوُونَ عَلى