قيل : لمّا
انهزم المسلمون في الشعب ، وأقبل خالد بن الوليد بخيل المشركين يريد أن يعلو عليهم
الجبل ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهمّ لا يعلنّ علينا ، اللهمّ لا قوّة لنا إلّا بك
، اللهمّ ليس يعبدك بهذه البلدة إلّا هؤلاء النفر ، فنزلت : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا)تسلية من الله لرسوله وللمؤمنين عمّا أصابهم يوم أحد.
والمعنى : لا تضعفوا عن الجهاد بما أصابكم ، ولا تبالوا بذلك ، ولا تحزنوا على من
قتل منكم.
(وَأَنْتُمُ
الْأَعْلَوْنَ) وحالكم أنّكم أعلى منهم شأنا وأغلب ، فإنّكم على الحقّ ،
وقتالكم لله ولإعلاء كلمته ، وقتلاكم في الجنّة ، وأنّهم على الباطل ، وقتالهم
للشيطان ، وقتلاهم في النار. أو لأنّكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر ممّا أصابوا منكم
اليوم. أو تكون هذه بشارة لهم بالعلوّ والغلبة في العاقبة ، كقوله : (وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ)[١].