رسول الله بنو إسرائيل أكرم على الله منّا ، كان أحدهم إذا أذنب أصبحت
كفّارة ذنبه مكتوبة على عتبة بابه : اجدع أنفك أو أذنك ، أو افعل كذا وكذا. فسكت
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنزلت الآية ، فقال عليهالسلام : ألا أخبركم بخير من ذلكم؟ وقرأ عليهم هذه الآية.
وعن عطاء : أنّ
نبهان التمّار أتته امرأة تبتاع منه تمرا ، فقال لها : هذا التمر ليس بجيّد ، وفي
البيت أجود منه ، وذهب بها إلى بيته فضمّها إلى نفسه وقبّلها. فقالت له : اتّق
الله. فتركها وندم ، وأتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وذكر له ، فنزلت الآية.
ولمّا بين
سبحانه ما يفعله بالمؤمن والكافر في الدنيا والآخرة ، بيّن أنّ ذلك عادته سبحانه
في خلقه ، فقال : (قَدْ خَلَتْ مِنْ
قَبْلِكُمْ سُنَنٌ) وقائع سنّها الله تعالى في الأمم الخالية المكذّبة
رسلها ، من الاستئصال بالعذاب ، وتبقية الديار للاتّعاظ والانزجار والاعتبار ،
كقوله (وَقُتِّلُوا
تَقْتِيلاً سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ)[١]. وقيل : أمم. (فَسِيرُوا فِي
الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) لتعتبروا بما ترون من آثار هلاكهم ، وتنتهوا عن مثل ما
فعلوه.
(هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ
وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) إشارة إلى قوله : «قد خلت» أو مفهوم قوله : «فانظروا» ،
أي : أنّه مع كونه بيانا وإيضاحا لسوء عاقبة المكذّبين ، فهو زيادة بصيرة وموعظة
للمتّقين. أو إشارة إلى ما لخّص وبيّن من أمر المتّقين والتائبين والمصرّين. وقوله
: «قد خلت» اعتراض للبعث على الإيمان والتوبة. وقيل : إلى