responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 556

لهم يوم أحد مع اشتراط الصبر والتقوى عن المخالفة ، فلمّا لم يصبروا عن الغنائم ولم يتّقوا حيث خالفوا أمر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. لم تنزل الملائكة.

وقوله : (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ) إنكار أن لا يكفيهم ذلك. وإنّما جيء بـ «لن» إشعارا بأنّهم كانوا كالآيسين من النصر ، لضعفهم وقلّتهم ، وقوّة العدوّ وكثرتهم. وقيل : أمدّهم الله تعالى يوم بدر أوّلا بنزول ألف من الملائكة ، ثم صاروا ثلاثة آلاف ، ثم صاروا خمسة آلاف. وقرأ ابن عامر : منزّلين بالتشديد ، للتكثير أو للتدريج. وعن ابن عبّاس : أنّ الملائكة لم يقاتلوا إلّا يوم بدر ، وكانوا في غيره من الأيّام عدّة ومددا.

(بَلى) إيجاب لما بعد «لن» أي : بلى يكفيكم الإمداد.

ثم وعد لهم الزيادة على الصبر والتقوى ، حثّا عليهما وتقوية لقلوبهم ، فقال : (إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ) أي : المشركون (مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) من ساعتهم هذه. وهو في الأصل مصدر : فارت القدر إذا غلت ، فاستعير للسرعة ، ثم للحال الّتي لا مكث فيها ولا تراخي. والمعنى : إن يأتوكم في الحال (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ) في حال إتيان الكفّار بلا تراخ وتأخير (مُسَوِّمِينَ) معلمين ، من التسويم الّذي هو إظهار سيما الشيء ، لقوله عليه‌السلام : «تسوّموا ، فإنّ الملائكة قد تسوّمت».

عن ابن عبّاس والحسن وقتادة : أنّ الملائكة أعلموا بالصوف في نواصي الخيل وأذنابها. وقال عروة : نزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق [١] ، وعليهم عمائم صفر. وقال عليّ عليه‌السلام : «كانت عليهم عمائم بيض أرسلوها بين أكتافهم».

وقال السدّي : معنى مسوّمين ـ بالفتح ـ : مرسلين ، من الناقة السائمة ، أي : المرسلة في المرعى.


[١] بلق وأبلق بلقا : كان في لونه سواد وبياض ، فهو أبلق ، وجمعه بلق.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست