responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 555

الخزرج وبنو الحارثة من الأوس ـ وكانا جناحي العسكر ـ أن يتبعا ابن أبيّ فعصمهم الله ، فمضوا مع رسول الله ، فقال تعالى في حقّهما : (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ) حيّان منكم : بنو سلمة وبنو حارثة. وهذه الشرطيّة متعلّقة بقوله : «سميع عليم» ، أو بدل من «إذ غدوت» (أَنْ تَفْشَلا) أن تجبنا وتضعفا (وَاللهُ وَلِيُّهُما) أي : متولّي أمرهما وعاصمهما من اتّباع ابن أبيّ المنافق ، أو ناصرهما (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) فليتوكّلوا عليه ولا يتوكّلوا على غيره ، لينصركم الله كما نصركم ببدر.

ثمّ بيّن سبحانه ما فعله بهم من النصر يوم بدر ، فقال : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ) بتقوية قلوبكم ، وبما أمدّكم من الملائكة ، وبإلقاء الرعب في قلوب أعدائكم. وبدر ماء بين مكّة والمدينة ، كان لرجل يسمّى بدرا فسمّي به (وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) حال من الضمير. وإنّما قال : أذلّة ، ولم يقل : ذلائل ، ليدلّ على قلّتهم مع ذلّتهم ، لضعف الحال ، وقلّة المراكب والسلاح. وذلك لأنّهم كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، سبعة وسبعين من المهاجرين ، ومائتان وستّة وثلاثين من الأنصار. وخرجوا على النواضح يعتقب النفر منهم على البعير الواحد ، وما كان معهم إلّا فرسان ، فرس لمقداد بن عمرو ، وفرس لمرثد بن أبي مرثد. وكان معهم من السلاح ستّة أدرع وثمانية أسياف ، ومن الإبل سبعون بعيرا. وكان عدد المشركين نحو ألف مقاتل ، ومعهم مائة فرس.

(فَاتَّقُوا اللهَ) في الثبات (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) لتقوموا بشكر ما أنعم به عليكم ـ بتقواكم ـ من نصره ، أو لعلّكم ينعم الله عليكم فتشكرون ، فوضع الشكر موضع الإنعام ، لأنّه سببه. وقد روي عن الموافقين والمخالفين أنّ صاحب راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم بدر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

وقوله : (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ) ظرف لـ «نصركم» على أن يكون قال لهم ذلك يوم بدر ، والخطاب للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وقيل : بدل ثان من «إذ غدوت» على أن قوله ذلك

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست