وقوله : (أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ) عطف على «أن يؤتى» ، والواو ضمير «أحد» ، لأنّه في معنى
الجمع ، إذ المراد به غير أتباعهم ، وهم الرسول والمؤمنون.
(قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ) أي : النبوّة ، أو الحجج التي أوتيها محمد ، أو نعم
الدّين والدنيا «بيد الله» في ملكه ، وهو القادر عليه العالم بمحلّه (يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) على وفق المصلحة (وَاللهُ واسِعٌ) أي : واسع الرحمة والجود (عَلِيمٌ) بمصالح الخلق ، ومن جملتها يعلم حيث يجعل رسالته.
(يَخْتَصُّ
بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وتفسيرها في سورة [١] البقرة.
وفي هذه الآيات
معجزة باهرة لنبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ فيها إخبار عن سرائر القوم التي لا يعلمها إلّا
علّام الغيوب ، وفيها دفع لمكائدهم ، ولطف للمؤمنين في الثبات على عقائدهم ، وردّ
وإبطال لما زعموه بالحجّة الواضحة.
[٢] في هامش النسخة
الخطّية : «أوقيّة بالتشديد : أربعون درهما. وهي أفعولّة من الوقاية ، لأنها تقي
صاحبها من الصير. وقيل : فعليّة من الأوق ، وهو الثقل. والجمع الأواقي ، بالتخفيف
والتشديد. منه». والصير : منتهى الأمر وعاقبته.