responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 508

لبعض : ادخلوا في دين محمد أوّل النهار باللسان دون الاعتقاد ، واكفروا به آخر النهار ، وقولوا : إنّا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فلم نجد محمّدا بالنعت الذي ورد في التوراة ، وظهر لنا كذبه وبطلان دينه ، فإذا فعلتم ذلك شكّ أصحابه في دينه وقالوا : إنّهم أهل الكتاب وهم أعلم به منّا ، فيرجعون عن دينهم إلى دينكم ، فنزلت : (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ) أي : أظهروا الإيمان بالقرآن أوّل النهار (وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) واكفروا به آخر النّهار ، لعلّهم يشكّون في دينهم ظنّا بأنّكم رجعتم لخلل ظهر لكم.

وقيل : المراد بالطائفة كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ، قالا لأصحابهما لمّا حوّلت القبلة : آمنوا بما أنزل عليهم من الصلاة إلى الكعبة ، وصلّوا إليها أوّل النهار ، ثمّ صلّوا إلى الصخرة آخره ، لعلّهم يقولون هم أعلم منّا ، أي : لا تظهروا إيمانكم وجه النهار إلّا لمن كان على دينكم ممّن أسلموا منكم ، فإنّ رجوعهم أرجى وأهمّ ، وقد رجعوا فيرجعون.

(وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) ولا تقرّوا عن تصديق قلب إلّا لأهل دينكم (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) يهدي من يشاء إلى الإيمان ويثبّته عليه ، أي : يوفّق الهداية لمن طلبها ، ولم ينفع حيلتكم ومكركم.

وقوله : (أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ) متعلّق بمحذوف ، أي : دبّرتم ذلك وقلتم : لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من النبوّة. والمعنى : أنّ الحسد حملكم على ذلك. أو متعلّق بـ «لا تؤمنوا» وما بينهما اعتراض يدلّ على أن كيدهم لا ينفعهم ، أي : لا تظهروا إيمانكم بأن يؤتى أو كراهة أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلّا لأهل دينكم دون غيركم ، ولا تفشوه إلى المسلمين لئلّا يزيد ثباتهم ، ولا إلى المشركين لئلّا يدعوهم إلى الإسلام. أو خبر «إنّ» على أنّ «هدى الله» بدل من الهدى. وقراءة ابن كثير «أأن يؤتى» على الاستفهام للتقريع ، تؤيّد الوجه الأوّل ، أي : ألأن يؤتى أحد دبّرتم.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست