مِنْ
أَهْلِ الْكِتابِ) تمنّت جماعة من اليهود (لَوْ يُضِلُّونَكُمْ) نزلت في اليهود لمّا دعوا حذيفة وعمّارا ومعاذا إلى
اليهوديّة. و «لو» بمعنى أن. (وَما يُضِلُّونَ
إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) وما يتخطّاهم الإضلال ولا يعود وباله إلّا عليهم ، لأنّ
العذاب يضاعف لهم بضلالهم وإضلالهم ، أو ما يقدرون على إضلال المسلمين ، وإنّما
يضلّون أمثالهم (وَما يَشْعُرُونَ) وما يعلمون أنّ وبال ذلك يعود عليهم ، واختصاص ضرره
بهم.
ثمّ خاطب الله
سبحانه الفريقين فقال : (يا أَهْلَ الْكِتابِ
لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) لم لا تؤمنون بما نطقت به التوراة والإنجيل ، ودلّت على
نبوّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ونعته؟ (وَأَنْتُمْ
تَشْهَدُونَ) تعترفون بأنّها آيات الله. أو تكفرون بالقرآن ودلائل
نبوّة الرسول ، وأنتم تشهدون نعته في الكتابين ، أو تعلمون بالمعجزات أنّه حقّ في
نبوّته.
(يا أَهْلَ الْكِتابِ
لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَ) تخلطونه (بِالْباطِلِ) بما حرّفتموه من التوراة بالتحريف ، وأبرزتم الباطل في
صورة الحقّ ، أو بما قصّرتم في التمييز بينهما (وَتَكْتُمُونَ الْحَقَ) نبوّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ونعته (وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ) عالمين بما تكتمونه.