عنادهم ولجاجهم دعاهم إلى المباهلة بنوع من الإعجاز. ثمّ لمّا أعرضوا عنها
وانقادوا بعض الانقياد عاد عليهم بالإرشاد ، وسلك طريقا أسهل وألزم ، بأن دعاهم
إلى ما وافق عليه عيسى عليهالسلام والإنجيل وسائر الأنبياء والكتب. ثمّ لمّا لم يجد ذلك
أيضا عليهم ، وعلم أنّ الآيات والنذر لا تغني عنهم ، أعرض عن ذلك وقال : (اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).
قال ابن عبّاس
والحسن وقتادة : إنّ أحبار اليهود ونصارى نجران اجتمعوا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتنازعوا في إبراهيم عليهالسلام. فقالت اليهود : ما كان إبراهيم إلّا يهوديّا. وقالت
النصارى : ما كان إلّا نصرانيّا. فنزلت : (يا أَهْلَ الْكِتابِ
لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ
إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ) يعني : أنّ اليهوديّة والنصرانيّة حدثنا بنزول التوراة
والإنجيل على موسى وعيسى عليهماالسلام ، وكان إبراهيم عليهالسلام قبل موسى عليهالسلام بألف سنة ، وعيسى بألفين ، فكيف يكون على اليهوديّة
والنصرانيّة اللّتين