responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 494

مريم فيكم وإمامكم منكم؟!». رواه البخاري [١] ومسلّم [٢] في الصحيح.

وقيل : معناه متوفّي نفسك بالنوم ، إذ روي أنّه رفع نائما لئلّا يلحقه خوف ، فلمّا استيقظ وجد نفسه في السماء آمنا مقرّبا.

وقيل : مميتك من الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت.

وقيل : أماته الله سبع ساعات ، ثم رفعه إلى السماء.

(وَرافِعُكَ إِلَيَ) إلى سمائي التي هي محلّ كرامتي ومقرّ ملائكتي (وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) من سوء جوارهم أو قصدهم.

(وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) يعلونهم بالحجّة أو السيف في أكثر الأحوال. ومتّبعوه : من آمن بنبوّته من المسلمين ومن اليهود والنصارى. وإلى الآن لم تسمع غلبة اليهود عليهم ، ولم يتّفق لهم ملك ودولة. (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) الضمير لعيسى ومن تبعه وكفر به ، وغلّب المخاطبين على الغائبين (فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) من أمر الدين.

ويفسّر الحكم ويفصّله قوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا) بإذلالهم بالقتل والأسر والسبي والخسف والجزية (وَالْآخِرَةِ) بالعذاب الأبدي في النار (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) أعوان يدفعون عنهم عذاب الله.

(وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ) أي : يوفّر عليهم ويتمّ أجور أعمالهم. وقرأ حفص ورويس عن يعقوب : فيوفّيهم بالياء ، والباقون بالنون. (وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) أي : لا يريد تعظيمهم وإثابتهم ، ولا يرحمهم ولا يثني عليهم. هذا تقرير للتفصيل المذكور.

وهذه الآية حجّة على من قال بالإحباط ، لأنّه تعالى وعد بتوفية الأجر ، وهو


[١] صحيح البخاري ٤ : ٢٠٥.

[٢] صحيح مسلم ١ : ١٣٦ ح ٢٤٤.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست