(إِنَّ الَّذِينَ
يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) يجحدون حجج الله وبيّناته (وَيَقْتُلُونَ
النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ) أي : قتلهم لا يكون إلا بغير حقّ.
روي عن أبي
عبيدة بن الجرّاح قال : «قلت : يا رسول الله أيّ الناس أشدّ عذابا يوم القيامة؟
قال : رجل قتل نبيّا أو رجلا أمر بمعروف أو نهى عن منكر ، ثمّ قرأ عليهالسلام : (وَيَقْتُلُونَ
النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ
مِنَ النَّاسِ) ، ثمّ قال عليهالسلام : يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيّا
من أوّل النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عبّاد بني
إسرائيل ، فأمروا من قتلوهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر ، فقتلوا جميعا من آخر
النهار في ذلك اليوم ، وهو الّذي ذكره الله تعالى». وكذا قال المفسّرون [١].
(فَبَشِّرْهُمْ
بِعَذابٍ أَلِيمٍ) هم أهل الكتاب الّذين في عصر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قتل أوّلوهم الأنبياء ومتابعيهم من عبّاد بني إسرائيل
، وكان هؤلاء راضين بما فعلوا ، وقصدوا قتل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين ، ولكنّ الله عصمهم. وقد سبق [٢] مثله في سورة
البقرة.