وقرأ حمزة :
ويقاتلون الّذين. وقد منع سيبويه إدخال الفاء في خبر «إنّ» ، كـ : ليت ولعلّ ،
ولذلك قيل : الخبر قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ
حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا) إذ لم ينالوا بها الثناء والمدح ، ولم تحقن دماؤهم
وأموالهم (وَالْآخِرَةِ) بأنّهم لم يستحقّوا بها الثواب ، فصارت كأنّها لم تكن.
وهذا هو حقيقة الحبوط ، وهو الوقوع على خلاف الوجه المأمور به ، فلا يستحقّ عليه
الثواب والأجر. وهذا التركيب عند سيبويه كقولك : زيد فافهم رجل صالح. والفرق بين «إنّ»
و «ليت ولعلّ» أنه لا يغيّر معنى الابتداء ، بخلافهما. (وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) يدفعون عنهم العذاب.
(أَلَمْ تَرَ) ألم ينته علمك (إِلَى الَّذِينَ
أُوتُوا نَصِيباً) أعطوا حظّا وافرا (مِنَ الْكِتابِ) أي : التوراة ، أو جنس الكتب السماويّة. و «من» للتبعيض
أو البيان. وتنكير النصيب يحتمل التعظيم والتحقير. (يُدْعَوْنَ إِلى
كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) الداعي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. وكتاب الله تعالى القرآن والتوراة ، لما روي : «أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل مدارسهم فدعاهم ، فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن
زيد : على أيّ دين أنت؟ فقال عليهالسلام : على دين إبراهيم ، فقالا له : إنّ إبراهيم كان
يهوديّا ، فقال : هلموا إلى