اختلفوا في أمر عيسى عليهالسلام. (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما
جاءَهُمُ الْعِلْمُ) أي : من بعد ما علموا حقيقة الأمر ، وتمكّنوا من العلم
بها بالآيات والحجج (بَغْياً بَيْنَهُمْ) حسدا بينهم ، وطلبا للرئاسة ، لا لشبهة لهم في الإسلام
وخفاء في الأمر.
(وَمَنْ يَكْفُرْ
بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) لا يفوته شيء من أعمالهم. هذا وعيد لمن كفر منهم.
(فَإِنْ حَاجُّوكَ) في الدين ، وجادلوك فيه بعد ما أقمت الحجج (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ) أخلصت نفسي وجملتي لله وحده ، لا أشرك فيها غيره.
والمعنى : ديني التوحيد ، وهو الأصل الّذي يلزم جميع المكلّفين الإقرار به. وإنّما
عبّر بالوجه عن النفس لأنّه أشرف الأعضاء الظاهرة ، ومظهر القوى والحواسّ. (وَمَنِ اتَّبَعَنِ) عطف على التاء ، وحسن للفصل ، أو مفعول معه.
(وَقُلْ لِلَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ) من اليهود والنصارى (وَالْأُمِّيِّينَ) الّذين لا كتاب لهم ، كمشركي العرب (أَأَسْلَمْتُمْ) كما أسلمت ، لمّا وضحت لكم الحجّة على صحّة الإسلام ،
أم أنتم بعد على كفركم؟! ونظيره قوله : (فَهَلْ أَنْتُمْ
مُنْتَهُونَ)[١]. وفيه تعيير لهم بالبلادة أو المعاندة. لفظه لفظ
الاستفهام ، والمراد الأمر.
(فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا) فقد نفعوا أنفسهم ، بأن أخرجوها من الضلال إلى الهدى (وَإِنْ تَوَلَّوْا) أي : كفروا ولم يقبلوا ، وأعرضوا عنه ، فلم يضرّوك (فَإِنَّما