responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 459

الله ، لقوله تعالى : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) [١] ، وأوسطها الجنّة ونعيمها.

(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا) أي : صدّقنا بالله ورسوله (فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) استرها علينا وتجاوزها عنّا (وَقِنا عَذابَ النَّارِ). والموصول موضع جرّ ، لكونه صفة للمتّقين ، أو للعباد ، أو موضع رفع ، أو نصب على المدح. وفي ترتيب السؤال على مجرّد الإيمان دليل على أنّه كاف في استحقاق المغفرة أو الاستعداد لها.

ثمّ بيّن صفاتهم الحسنة وسماتهم السيّئة بقوله : (الصَّابِرِينَ) على فعل ما أمرهم الله به ، وترك ما نهاهم عنه (وَالصَّادِقِينَ) في إيمانهم وأقوالهم (وَالْقانِتِينَ) المطيعين. وقيل : الدائمين على العبادة (وَالْمُنْفِقِينَ) أموالهم في سبيل الله (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) أي : المصلّين وقت السحر. وقيل : الّذين تنتهي صلاتهم إلى وقت السحر ، ثمّ يستغفرونه ويدعون. وتوسيط الواو بين الصّفات للدلالة على استقلال كلّ واحد منها وكمالهم فيها ، أو لتغاير الموصوفين بها.

وحصر هذه الصفات لمقامات السالك على أحسن ترتيب ، فإنّ معاملته مع الله تعالى إمّا توسّل وإمّا طلب. والتوسّل إمّا بالنفس ، وهو منعها عن الرذائل ، وحبسها على الفضائل ، والصّبر يشملهما. وإمّا بالبدن ، وهو إمّا قول ، وهو الصدق ، وإمّا فعل ، وهو القنوت الّذي هو ملازمة الطاعة. وإمّا بالمال ، وهو الإنفاق في سبيل الخير. وأمّا الطلب فبالاستغفار ، لأنّ المغفرة أعظم المطالب ، بل الجامع لها. وتخصيص الأسحار ، لأنّ الدعاء فيها للمتهجّدين أقرب إلى الإجابة ، لأنّ العبادة حينئذ أشقّ ، والنفس أصفى ، والقلب أجمع ، سيّما للمتهجّدين.


[١] التوبة : ٧٢.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست