(ذلِكَ) إشارة إلى ما ذكر (مَتاعُ الْحَياةِ
الدُّنْيا) أي : ما يتمتّع بها الإنسان في زمان الحياة الدنيويّة (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) أي : المرجع. وهو تحريض على استبدال ما عنده من اللذّات
الحقيقيّة الأبديّة بالشهوات الناقصة الفانية.
ثمّ استأنف
كلاما مقرّرا ، وتقريره : أنّ ثواب الله خير من مستلذّات الدنيا ، فقال : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) أي : من متاع الدنيا ومستلذّاتها (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ) اللام متعلّقة بـ «خير». واختصّ المتّقين لأنّهم
المنتفعون به. ويجوز أن يكون خبرا لقوله : (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) ، أو يكون استئنافا لبيان ما هو خير ، ويرتفع بالخبر
على تقدير : هو جنّات (وَأَزْواجٌ
مُطَهَّرَةٌ) ممّا يستقذر وينفر من النساء (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ). قرأ أبو بكر بضمّ الراء حيث كان إلّا الثاني [١] من المائدة ،
وهو قوله : (رِضْوانَهُ سُبُلَ
السَّلامِ). وهما لغتان. (وَاللهُ بَصِيرٌ
بِالْعِبادِ) أي : بأعمالهم ، فيثيب المحسن ويعاقب المسيء ، أو
بأحوال الّذين اتّقوا ، فلذلك أعدّ لهم جنّات.
وقد نبّه بهذه
الآية على مراتب نعمه ، فأدناها متاع الدنيا ، وأعلاها رضوان