(يَرَوْنَهُمْ
مِثْلَيْهِمْ) يرى المشركون المؤمنين مثلي عدد المشركين ، وكان عددهم
قريب ألف ، أو مثلي عدد المسلمين ، وكان عددهم ثلاثمائة وبضعة عشر. وذلك كان بعد
ما قلّلهم في أعينهم حتى اجترءوا عليهم وتوجّهوا إليهم ، فلمّا لا قوهم كثّروا في
أعينهم حتى غلبوا ، مددا من الله تعالى للمؤمنين. فلا منافاة بينه وبين قوله في
سورة الأنفال : (وَيُقَلِّلُكُمْ فِي
أَعْيُنِهِمْ)[١]. أو يرى المؤمنون المشركين مثلي المؤمنين ـ وكانوا
ثلاثة أمثالهم ـ ليثبتوا لهم ، ويتيقّنوا بالنصر الذي وعدهم الله تعالى به في قوله
: (فَإِنْ يَكُنْ
مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ)[٢]. ويؤيّده قراءة نافع ويعقوب بالتاء.
(رَأْيَ الْعَيْنِ) رؤية ظاهرة معاينة مكشوفة.
(وَاللهُ يُؤَيِّدُ
بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ) نصره ، كما أيّد المسلمين في بدر (إِنَّ فِي ذلِكَ) أي : في التقليل والتكثير ، أو غلبة القليل عديم العدّة
على الكثير شاكي السلاح (لَعِبْرَةً لِأُولِي
الْأَبْصارِ) لعظة لذوي البصائر. وقيل : لمن أبصرهم.
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ
حُبُّ الشَّهَواتِ) أي : المشتهيات. جعل الله سبحانه الأعيان الّتي ذكرها
شهوات مبالغة في كونها مشتهاة محروصا على الاستمتاع بها ، وإيماء على