(يَحْسَبُهُمُ
الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) من أجل تعفّفهم عن إظهارهم الحال وعن السؤال (تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ) من صفرة الوجه والضعف ورثاثة الحال.
يريد نفي
المنار والاهتداء به. ونصبه على المصدر ، فإنّه كنوع من السؤال ، أو على الحال.
(وَما تُنْفِقُوا مِنْ
خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) ترغيب في الإنفاق ، وخصوصا على هؤلاء.
ثمّ بيّن كيفية
الإنفاق وثوابه ، فقال : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) أي : يعمّون أوقاتهم وأحوالهم بالصدقة ، لحرصهم على
الخير.
وعن ابن عبّاس
: نزلت في عليّ عليهالسلام ، لم يملك إلّا أربعة دراهم ، فتصدّق بدرهم ليلا ، وبدرهم
نهارا ، وبدرهم سرّا ، وبدرهم علانية. روي ذلك عن الباقر والصادق عليهماالسلام. وقيل : في ربط الخيل في سبيل الله تعالى ، والإنفاق
عليها.
(فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) خبر (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ) ، والفاء للسببيّة. وقيل : للعطف ، والخبر محذوف ، أي :
ومنهم الّذين ، ولذلك جوّز الوقف على «وعلانية».
[١] ديوان امرئ
القيس : ٩٥ وعجز البيت : إذا سافه العود النباطي جرجرا.