responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 411

أبطره إيتاء الملك وحمله على المحاجّة ، أو حاجّ لأجله شكرا له على طريقة العكس ، كقولك : عاديتني لأنّي أحسنت إليك ، أو وقت أن آتاه الله الملك.

ومعنى آتاه الملك : أنّه آتاه ما غلب به وتملّك من الأموال من الخدم وكثرة الأتباع. فأمّا إيتاء الملك بمعنى تمليك الأمر والنهي وتدبير أمور الناس وإيجاب الطاعة على الخلق ، فلا يجوز أن يؤتيه الله إلّا من يعلم أنّه يدعو إلى الصلاح والسداد والرشاد ، دون من يدعو إلى الكفر والفساد ، لأنّ هذا قبيح والله سبحانه منزّه عن فعل القبيح. فيبطل قول صاحب الأنوار [١] في تفسيره : إنّ قوله : (أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) حجّة على المعتزلة بمنع إيتاء الملك الكافر.

(إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ) ظرف لـ «حاجّ» أو بدل من «آتاه» على تقدير : وقت أن آتاه الله (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) بخلق الحياة والموت في الأجساد. وقرأ حمزة : ربّ بحذف الياء تخفيفا (قالَ أَنَا أُحْيِي) بالعفو عن القتل (وَأُمِيتُ) بالقتل.

(قالَ إِبْراهِيمُ) إعراضا عن الاعتراض على معارضته الفاسدة إلى الاحتجاج بما لا يقدر فيه نمرود على نحو هذا التمويه ، دفعا للمشاغبة. وهو في الحقيقة عدول عن مثال خفيّ إلى مثال جليّ من مقدوراته الّتي يعجز عن الإتيان بها غيره ، لا عن حجّة إلى حجّة أخرى ، فقال : (فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ).

وقيل : لمّا كسر إبراهيم الأصنام سجنه أيّاما ثم أخرجه ليحرقه ، فقال له : من ربّك الّذي تدعو إليه؟! وحاجّه فيه.

وعن الصادق عليه‌السلام : «أنّ إبراهيم عليه‌السلام قال له : فأحي من قتلته إن كنت صادقا ، بعد قوله : أنا أحيي وأميت ، ثمّ استظهر عليه بما قاله ثانيا».

(فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) فصار مبهوتا ملزما (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الّذين


[١] أنوار التنزيل ١ : ٢٦٠.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست