ولمّا بيّن
سبحانه أنّه وليّ المؤمنين ، وأنّ الكفّار لا وليّ لهم سوى الطاغوت ، تسلية لنبيّه
صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قصّ عليه بعده بيان نصح إبراهيم وتمرّد نمرود ، وعدم قبوله
النصح ، لتوغّله في الشرك ، وانهماكه في الكفر ، فقال : (أَلَمْ تَرَ) يا محمّد أي : ألم ينته علمك ورؤيتك (إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ) أي : إلى من كان كالّذي حاجّ إبراهيم في ربّه الّذي
يدعو إلى توحيده وعبادته. فكأنّه قال : هل رأيت كالّذي حاجّ ـ أي : خاصم وجادل ـ إبراهيم
، وهو نمرود بن كنعان ، وهو أوّل من تجبّر وادّعى الربوبيّة ، وفي هذا تعجيب من
محاجّته وحماقته (أَنْ آتاهُ اللهُ
الْمُلْكَ) لأن آتاه ، أي :