ولمّا قدّم
سبحانه ذكر الأمم واختلافهم على أنبيائهم في التوحيد وغيره ، عقّبه بذكر التوحيد ،
فقال : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا
هُوَ) مبتدأ وخبر والمعنى : أنّه المستحقّ للعبادة لا غير.
وللنحاة خلاف في أنّه هل يضمر لـ «لا» خبر مثل : في الوجود ، أو يصحّ أن يوجد ، أو
لا؟ (الْحَيُ) الباقي الّذي لا سبيل عليه للفناء. وهو على اصطلاح
المتكلّمين : الّذي يصحّ أن يعلم أو يقدر ، وكلّ ما يصحّ له فهو واجب لا يزول ،
لامتناعه عن القوّة والإمكان (الْقَيُّومُ) الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه. فيعول من : قام
بالأمر إذا حفظه (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ) وهو ما يتقدّم النوم من الفتور