responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 400

مزيّة مرتبته على سائر الأنبياء ، عقّبه بالحثّ على الطاعة ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ) ما أوجبت عليكم إنفاقه (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ) لا تجارة فيه ، أي : من قبل أن يأتي يوم لا تقدرون فيه على تدارك ما فرّطتم من الإنفاق والخلاص من عذابه ، إذ لا بيع فيه فتبتاعوا ما تنفقونه أو تفتدون به من العذاب (وَلا خُلَّةٌ) صداقة حتّى يسامحكم أخلّاؤكم به أو يعينكم عليه (وَلا شَفاعَةٌ)(إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) [١] حتى تتّكلوا على شفعاء تشفع لكم في حطّ ما في ذممكم.

فلفظ شفاعة وإن كان عامّا إلّا أنّه يراد به الخاصّ بلا خلاف ، ولقوله تعالى : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) [٢] و (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [٣] ، ولأنّ الأمّة أجمعت على إثبات الشفاعة يوم القيامة.

وإنّما رفعت الثلاثة مع قصد التعميم لأنّها في التقدير جواب : هل فيه بيع أو خلّة أو شفاعة؟ وقد فتحها ابن كثير ويعقوب وأبو عمرو على الأصل.

(وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) يريد : والتاركون للزكاة هم الّذين ظلموا أنفسهم ، أو وضعوا المال في غير موضعه ، وصرفوه على غير وجهه ، فوضع الكافرون موضعه تغليظا وتهديدا ، كقوله : (وَمَنْ كَفَرَ) [٤] مكان : من لم يحجّ ، وإيذانا بأنّ ترك الزكاة من صفات الكفّار ، كقوله : (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) [٥].


[١] طه : ١٠٩.

[٢] الأنبياء : ٢٨.

[٣] البقرة : ٢٥٥.

[٤] آل عمران : ٩٧.

[٥] فصّلت : ٦ ـ ٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست