وجالوت جبّار من العمالقة من أولاد عمليق بن عاد ، وكانت بيضته فيها ثلاث
مائة رطل. هكذا قال صاحب الكشّاف [١].
(قالَ الَّذِينَ
يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ) أي : قال الخلّص منهم الّذين تيقّنوا لقاء الله
وتوقّعوا ثوابه ، أو علموا أنّهم يستشهدون عمّا قريب فيلقون الله.
وقيل : إنّ
الضمير في «قالوا» للكثير الّذين شربوا وانخذلوا ، و «الّذين يظنّون» هم القليل
الّذين ثبتوا معه وتيقّنوا أنّهم يلقون الله.
(كَمْ مِنْ فِئَةٍ
قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ) بحكمه ونصره وتيسيره. و «كم» تحتمل الخبر والاستفهام. و
«من» مبيّنة أو مزيدة. والفئة الفرقة من الناس ، من :
فأوت رأسه إذا
شققته ، أو من : فاء إذا رجع ، فوزنها فعة أو فلة. (وَاللهُ مَعَ
الصَّابِرِينَ) بالنصر والإثابة.
(وَلَمَّا بَرَزُوا) ظهروا (لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) لمحاربتهم ودنوا منهم (قالُوا رَبَّنا
أَفْرِغْ) صبّب (عَلَيْنا صَبْراً
وَثَبِّتْ أَقْدامَنا) أي : وفّقنا للثبوت في مداحض الحرب بتقوية القلوب
وإلقاء الرعب في قلوب الأعداء (وَانْصُرْنا عَلَى
الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فيه ترتيب بليغ ، إذ سألوا أوّلا إفراغ الصبر في قلوبهم
الّذي هو ملاك الأمر ، ثمّ ثبات القدم في مزالق الحرب المسبّب عن النصر ، ثمّ
النصر على القوم المترتّب عليهما غالبا ، فاستجاب لهم ربّهم (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ) فكسروهم بنصره ، أو مصاحبين لنصره إيّاهم إجابة لدعائهم
(وَقَتَلَ داوُدُ
جالُوتَ).
روي أنّ إيشا
أبا داود كان في عسكر طالوت مع ستّة من بنيه أو عشرة ، وكان داود أصغرهم يرعى
الغنم ، فأوحى الله إلى نبيّهم أنّه الّذي يقتل جالوت فطلبه