الردى ، ومن ذلك القعود عن الجهاد لمحبّة الحياة ، وهو شرّ لما فيه من
الذلّ والفقر في الدنيا ، وحرمان الغنيمة والأجر في العقبى. وإنّما ذكر «عسى» لأنّ
النفس إذا ارتاضت ينعكس الأمر عليها.
(وَاللهُ يَعْلَمُ) ما هو خير لكم وما يصلحكم (وَأَنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ) ذلك. وفيه دلالة على أنّ الأحكام الشرعيّة تتبع المصالح
الراجحة وإن لم يعرف عينها.
قال المفسّرون
: بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سريّة من المسلمين ، وأمّر عليهم عبد الله بن جحش
الأسدي ، وهو ابن عمّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ليترصّد عيرا لقريش فيها عمرو بن عبد الله الحضرمي ،
وذلك قبل قتال بدر بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة ، فانطلقوا حتى
هبطوا نجلة [١] ، فوجدوا بها عمرو بن الحضرميّ في عير تجارة قريش في
غرّة رجب ، وكانوا يظنّون أنّه من آخر جمادى الآخرة ، فقتلوه وأسّروا اثنين وغنموا
عيره ، وكان ابن الحضرمي أوّل قتيل قتل بين
[١] اسم موضع. وفي
معجم البلدان (٥ : ٢٧٢) : النّجل : قرية أسفل صفينة بين أفيعية وأفاعية ، وهي
مرحلة من مراحل طريق مكّة.