فانفلت منهم ، فقدم على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقيل : نزلت في
صهيب بن سنان ، أراده المشركون على ترك الإسلام ، وقتلوا نفرا كانوا معه ، فقال
لهم : أنا شيخ كبير ، إن كنت معكم أنفعكم ، وإن كنت عليكم لم أضرّكم ، فخلّوني وما
أنا عليه وخذوا مالي ، فقبلوا منه ماله ، وأتى المدينة.
وقيل : نزلت في
كلّ مجاهد في سبيل الله.
(وَاللهُ رَؤُفٌ
بِالْعِبادِ) حيث كلّفهم الجهاد ، وعرضهم لثواب الشهداء في يوم
المعاد.
ثمّ خاطب أهل
النفاق بأن أطيعوا الله باطنا كما أظهروها ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) السّلم بالفتح والكسر الاستسلام والطاعة ، ولذلك يطلق
في الصلح والإسلام ، فتحه ابن كثير ونافع والكسائي ، وكسره الباقون. و «كافّة» اسم
للجملة ، لأنّها تكفّ الأجزاء من التفرّق ، حال من الضمير أو السّلم ، لأنّها
تؤنّث كالحرب. والمعنى : استسلموا لله وأطيعوه جملة ، ظاهرا وباطنا.
وقيل : الخطاب
لأهل الكتاب. والمعنى : أدخلوا في الإسلام بكلّيّتكم ، ولا تخلطوا به غيره ، من
تعظيم السبت وتحريم الإبل وألبانها ، أو بشرائع الله كلّها ، والأنبياء والكتب
جميعا. أو الخطاب للمسلمين. والمعنى : لا تخلّوا بشيء من