(وَإِذا قِيلَ لَهُ
اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) من قولك : أخذته بكذا ، إذا حملته عليه وألزمته إيّاه.
يعني : حملته الأنفة وحميّة الجاهليّة على الإثم الّذي يؤمر باتّقائه لجاجا (فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ) كفته جزاء وعذابا. وجهنّم علم لدار العقاب ، وهو في
الأصل مرادف للنّار (وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) جواب قسم مقدّر ، والمخصوص محذوف ، للعلم به. و «المهاد»
: الفراش. وقيل : ما يوطأ للجنب.
وفي هذه الآية
دلالة على أنّ من تكبّر عن قبول الحقّ إذا دعي إليه كان مرتكبا أعظم كبيرة ، ولذلك
قال ابن مسعود : إنّ من الذنوب الّتي لا تغفر أن يقال للرجل : اتّق الله ، فيقول :
عليك نفسك.
ثمّ عاد سبحانه
إلى وصف المؤمن الآمر بالمعروف في قوله : «وإذا قيل له اتّق الله أخذته العزّة»
فقال : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ) يبيعها ، أي : يبذلها في الجهاد ، أو يأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر حتى يقتل (ابْتِغاءَ مَرْضاتِ
اللهِ) لابتغاء مرضاته وطلب رضوانه. وإنّما أطلق عليه اسم
البيع لأنّه إنّما فعله لطلب رضا الله ، كما أنّ البائع يطلب الثمن بالمبيع.
روي السدّي ،
عن ابن عبّاس أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حين هرب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من المشركين إلى الغار ، ونام عليّ عليهالسلام على فراش النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونزلت هذه الآية بين مكّة والمدينة. وهذه الرواية
رواها الثعلبي أيضا في تفسيره.
وروي أنّه لمّا
نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل ينادي : بخ بخ
، ومن مثلك يا ابن أبي طالب؟!
وعن عكرمة :
نزلت في أبي ذرّ الغفاري ، لأنّ أهل أبي ذرّ أخذوا أبا ذرّ