بكثرة. وأصله : أفضتم أنفسكم ، ترك ذكر المفعول به كما ترك في : دفعوا من
موضع كذا.
وعرفات علم
للبقعة ، سمّيت بالجمع كأذرعات [١] وقنّسرين. وحدّها من الأراك إلى ذي المجاز إلى ثويّة
إلى عرنة. وسمّيت عرفات لأنّ إبراهيم عليهالسلام عرفها بعد أن وصفها الله له. وقيل : لأنّ آدم وحوّاء
اجتمعا فيه فتعارفا. وقيل : إنّ جبرئيل عليهالسلام كان يري إبراهيم عليهالسلام المناسك ، فيقول : عرفت عرفت. وقيل : إنّ إبراهيم عليهالسلام رأى ذبح ولده ليلة الثامن ، فأصبح يتروّى يومه أجمع
يفكّر أهو أمر من الله أم لا؟ فسمّي يوم التروية ، ثمّ رأى الليلة الثانية ذلك ،
فلمّا أصبح عرف أنّه من الله. وقيل : إنّ آدم عليهالسلام اعترف بذنبه. وقيل : سمّيت بذلك لارتفاعها وعلوّها ،
ومنه عرف الديك ، لارتفاعه.
وإنّما نوّن
وكسر وفيه العلميّة والتأنيث ، لأنّ تنوين الجمع تنوين المقابلة ، لا تنوين
التمكين الّذي هو مختصّ بالصرف ، وذهاب الكسرة تبع ذهاب التنوين من غير عوض ، لعدم
الصرف ، وهنا ليس كذلك. أو لأنّ التأنيث لا يخلو إمّا أن يكون بالتاء الّتي في
لفظها ، وإمّا بتاء مقدّرة ، كما في سعاد ، فالّتي في لفظها ليست للتأنيث ، وإنّما
هي مع الألف الّتي قبلها علامة جمع المؤنّث ، ولا يصحّ تقدير التاء فيها ، لأنّ
هذه التاء لاختصاصها بجمع المؤنّث مانعة من تقديرها ، كما لا يقدّر تاء التأنيث في
بنت ، لأنّ التاء الّتي هي بدل من الواو لاختصاصها بالمؤنّث كتاء التأنيث ، فأبت
تقديرها.
واعلم أنّه لا
خلاف في وجوب الوقوف بعرفة ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحجّ عرفة». وهو ركن يبطل الحجّ بتركه عمدا. ووقته
من الزوال يوم التاسع إلى الغروب. هذا للمختار ، أمّا المضطرّ فإلى طلوع فجر
النحر.
[١] أذرعات بلد بالشام.
وقنّسرين مدينة بينها وبين حلب مرحلة.