ثمّ بيّن أحكام
الصوم فقال : (أُحِلَّ لَكُمْ
لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ) الجماع (إِلى نِسائِكُمْ)
عن الصادق عليهالسلام : «كان الأكل محرّما في شهر رمضان بالليل بعد النوم ،
وكان النكاح حراما بالليل والنهار ، وكان رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقال له : مطعم بن جبير ، نام قبل أن يفطر ، وحضر حفر
الخندق فأغمي عليه ، وكان قوم من الشبّان ينكحون بالليل سرّا في رمضان ، فنزلت
الآية ، فأحلّ النكاح بالليل والأكل بعد النوم». وليلة الصيام الليلة الّتي تصبح
منها صائما.
والرفث أصله
القول الفاحش ، فكنّي به عن الجماع ، لأنّه لا يكاد يخلو من قبح ، فيجب أن يكنّى
عنه. وعدّي بـ «إلى» لتضمّنه معنى الإفضاء. وإيثاره هاهنا بين الكنايات من الإفضاء
والمسّ والغشيان والإتيان وغيرها استهجانا لما ارتكبوه قبل الإباحة ، ولذلك سمّاه
خيانة. وعن ابن عبّاس : أنّ إظهار هذه الخيانة أوّلا صدر عن عمر ، فإنّه باشر بعد
العشاء فندم وأتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم واعتذر إليه ، فقام رجال واعترفوا بما صنعوا.